الجريح "البهتيني" .. فتى مزَّقت جسده قنبلة "كواد كابتر"

mainThumb
الجريح "البهتيني".. فتى مزَّقت جسده قنبلة "كواد كابتر"

05-11-2025 06:58 PM

printIcon

أخبار اليوم - يتقلب الجريح محمود البهتيني على أسرَّة العلاج، ومع كل حركة يتأوه ألمًا وتسيل على خديه دموع حارة من شدة الآلام التي لازمته منذ إصابته بنيران إسرائيلية في حرب الإبادة.

بين الممرات الضيقة في قسم الجراحة داخل المستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، وسط مدينة غزة، يعلو صراخ الفتى البالغ (15 عامًا) بعدما فتكت بجسده الغضّ شظايا قنبلة ألقتها مسيَّرة إسرائيلية من نوع "كواد كابتر".

"كنت أسير إلى جانب الطريق، سمعت صوت انفجار، ووجدت نفسي ملقى أرضًا." يقول البهتيني بصوت يقطعه أنين من الألم.

يسكن البهتيني وعائلته في شارع يافا، بحي التفاح شرقي مدينة غزة، وهي منطقة شهدت عدوانًا عسكريًا عنيفًا شنه جيش الاحتلال إبَّان الحرب. لكن الطفل لم يخطر بباله أن محاولته للاطمئنان على منزله ستنتهي باستهدافه مباشرة.


"بعد أن أصبت نزفت الدماء بشدة، لا أعرف ما الذي فعلته حتى يستهدفني جيش الاحتلال بهذه الطريقة". أضاف البهتيني، وهو ما زال يشعر بآلام شديدة.

وبمجرد وصوله مستشفى المعمداني، أدخل الأطباء الطفل الجريح سريعًا إلى غرفة العمليات في محاولة لوقف النزيف وإنقاذ حياته، وأجبروا على بتر الساق اليسرى من أعلى مفصل الركبة، بسبب التهتكات الشديدة التي أصابتها.

يضيف "أصبحت بسبب القنبلة الإسرائيلية من ذوي الإعاقة. لا أعرف كيف سأكمل حياتي هكذا؟"

والقنبلة التي ألقتها مسيَّرة "كواد كابتر" خلف الفتى مباشرة، ولدى انفجارها اندفع عدد كبير من الشظايا أصابت غالبيتها جسده بالكامل، ولا يكاد سنتمترًا واحدًا يخلو منها.


أما الساق اليمنى للفتى فهي الأخرى لم تسلم من الإصابة، تغطي الضمادات البيضاء أجزاء واسعة منها، بعدما اخترقتها الشظايا وتسببت بجروح عميقة استطاع الأطباء التعامل معها، والحفاظ عليها.

وتهيمن حالة من الحزن الشديد على الفتى الجريح، فقبل أيام قليلة كان يلعب مع أشقائه وأصدقائه، يركض ويمرح معهم لساعات طويلة رغم أجواء الحرب، والآن صار حبيس أسرَّة العلاج منذ إصابته يوم 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، أي قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بخمسة أيام.

يتابع الطفل الجريح: "أريد أن أتحرك، أتنقل بخفة مثلما كنت، أن أسير في شوارع غزة مع أشقائي وأصدقائي. الآن صرت محرومًا من كل ذلك بسبب الإصابة." في الجوار يجلس صقر البهتيني (40 عامًا) ينظر إلى حال ابنه الجريح، يحكي معه حول ذكريات الحرب وما قبلها، ثم يصمت ويضع يده على خده ليبدو عاجزًا عن فعل شيء لنجله.

يقول الأب: "في الماضي كنا نرسم مستقبل جميل لمحمود، الآن بعد الإصابة وبتر ساقه صرنا فقط نريد طرفًا صناعيًا."

يأمل الفتى وعائلته بسفره للحصول على فرصة أفضل للعلاج وشفاء جروحه، لكن ذلك يبدو حلمًا في زمن الحرب وتدمير المنظومة الصحية بغزة وإغلاق المعابر المتعمد من الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي يحول دون سفره كغيره آلاف الحالات المحاصرة في القطاع الساحلي المدمر.

المصدر / فلسطين أون لاين



news image
news image