أبو حمور: تسليع النساء في الإعلانات تحوّل من وسيلة تسويقية إلى استغلال بصري خطير

mainThumb
أبو حمور: تسليع النساء في الإعلانات تحوّل من وسيلة تسويقية إلى استغلال بصري خطير

12-11-2025 04:30 PM

printIcon


(أخبار اليوم – سارة الرفاعي)
قالت الدكتورة شروق أبو حمور، الخبيرة الاجتماعية، إن قضية تسليع النساء في مجال التسويق والإعلانات لم تعد مجرد ظاهرة عابرة، بل أصبحت شكلاً من أشكال الاستغلال البصري الذي يعيد إنتاج الصورة النمطية للمرأة بوصفها أداة جذب تجاري لا أكثر.

وأوضحت أن فكرة ربط النساء بتقديم الخدمات وجذب الزبائن قديمة، لكنها اليوم باتت تُمارس بشكل أكثر شراسة نتيجة المنافسة الشديدة في الأسواق وتزايد النزعة الاستهلاكية. وأضافت أن الإعلانات الحديثة تستغل الجاذبية البصرية للمرأة والجمال الخارجي لإثارة المشاعر والعواطف لدى المستهلكين، ما يؤدي إلى زيادة التفاعل مع المنتج وارتفاع نسب المبيعات، لافتة إلى أن هذه الآلية تقوم على تحفيز الغرائز بدلًا من المنطق.

وبيّنت أبو حمور أن الصورة النمطية التي تربط المرأة بجسدها وجمالها لا تزال راسخة في الوعي العام، الأمر الذي يدفع كثيرًا من الشركات إلى استخدام النساء في الترويج الإعلاني بدلًا من التركيز على جودة المنتج أو قيمته. وأشارت إلى أن بعض الشركات بدأت مؤخرًا باستخدام نماذج من الرجال بنفس الأسلوب، ما يعني أن الظاهرة اتسعت لتشمل الجنسين وإن بقيت المرأة المتضرر الأكبر.

وأضافت أن الإرث الإعلامي والثقافي المتوارث لعب دورًا في تكريس هذا النمط التسويقي الذي يربط الجمال بالنجاح التجاري، محذّرة من خطورة الرسائل الإعلامية غير الواعية التي تساهم في تعزيز هذا المفهوم على حساب القيم والمضمون.

ودعت أبو حمور إلى تبنّي بدائل أخلاقية في التسويق، تقوم على القيم والتمكين بدلًا من الجسد والمفاتن، وتشجيع التسويق القائم على الكفاءة والفكرة والابتكار. كما شددت على أهمية ضبط الإعلانات أخلاقيًا ومراقبتها قانونيًا، إلى جانب رفع مستوى الوعي المجتمعي تجاه خطورة تسليع المرأة وتحويلها إلى وسيلة ربحية في سوق يزداد شراسة في المنافسة والطلب.