التوافق الحقيقي لا يحتاج اكثر من ساعات قليلة

mainThumb
التوافق الحقيقي لا يحتاج اكثر من ساعات قليلة

23-11-2025 02:54 PM

printIcon


التوافق الحقيقي لا يحتاج اكثر من ساعات قليلة حتى يتشكل عندما تكون النوايا واضحة وعندما يكون الهدف واحد اما الذي يحدث اليوم داخل المجلس فهو شيء مختلف تماما ففي العادة عندما يختلف الحضور على نقطة معينة تخرج مجموعة لربع ساعة وتعود وقد حسمت امرها واتفقت اما ان يستمر ما يسمى توافقا لاكثر من عشرة ايام فهذا لا يمكن اعتباره توافقا بل هو صراع خفي وخلافات حادة لا نعرف هل اهدافها للمصلحة العامة ام انها خلافات شخصية تتغطى بشعارات العمل السياسي

كان من المفترض وبعد انتهاء التكتلات ان تجلس قيادات الاحزاب وحدها دون نوابها وتنجز ما يجب انجازه وان تسمي اللجان ورؤسائها بطريقة مباشرة وواضحة لكن ما حدث هو العكس تماما فالهيمنة على النواب ما زالت هي العنوان والقرار ما زال معلقا بلا نتيجة

الحكومة ارسلت مشروع قانون الموازنة بسرعة الى المجلس ليبدأ النقاش بينما المجلس نفسه ما زال بلا لجان وقد مضى على افتتاح الدورة ما يقارب الشهر وهذا وضع غير منطقي ابدا ويضع علامات استفهام كبيرة حول القدرة على ادارة المرحلة الدستورية بشكل سليم

هذا التعطيل لا يدفع ثمنه المجلس فقط بل تدفع ثمنه الاحزاب اولا فكل يوم تأخير يهز قناعة المواطن بقدرتها ويضعف صورة العمل الحزبي الذي يفترض انه ركيزة التحديث السياسي المواطن يبحث عن جدية وعن قرار وعن وضوح لكنه لا يجد سوى مشهد معقد يوحي بان الخلافات اكبر من المهمة وان المصالح اقوى من الواجب

التوافق الذي يأتي متأخرا بهذا الشكل لا يشبه التوافق بل يشبه اعترافا غير مباشر بوجود ازمة ثقة داخلية ازمة تجعل الجميع يدور في دائرة مغلقة بينما تحتاج البلاد الى عمل اسرع وارادة اكبر وقرارات واضحة تعيد للمشهد اعتباره وتعيد للناس شعورها بان الاحزاب قادرة على الفعل لا مجرد الحديث عنه

المحامي حسام حسين الخصاونة