الشوبكي: ما جدوى حضور النواب للجلسات إذا مُنعوا من الكلام؟

mainThumb
الشوبكي: ما جدوى حضور النواب للجلسات إذا مُنعوا من الكلام؟

26-11-2025 08:03 PM

printIcon

(أخبار اليوم – سارة الرفاعي)

قال الدكتور عسّاف الشوبكي إن حضور النائب لجلسات مجلس النواب يفقد معناه عندما لا يُسمح له بالكلام تحت القبة، مؤكدًا أن الكلام هو جوهر العمل النيابي سواء في الرقابة أو التشريع أو المتابعة، وأن حرمان النواب من التعبير داخل المجلس يفقد المؤسسة دورها الحقيقي ويجعل الحضور شكليًا لا أكثر.

وأوضح الشوبكي أن وظيفة النائب الأساسية تكون داخل القبة وليس خارجها، وأن قدرة النائب على الحديث، طرح الملاحظات، مناقشة التشريعات، وممارسة الرقابة على الحكومة هي أساس وجوده في البرلمان. وأضاف أن منع النواب من الحديث أو تقليصه لوقت لا يسمح بعرض موقف أو فكرة أو اعتراض يحول العمل النيابي إلى مجرد حضور رمزي لا ينعكس على الواقع أو على دور المجلس في الحياة السياسية.

وأشار الشوبكي إلى أنه طالما أن العالم وصل إلى تطور هائل في مجال الاتصال، وأصبحت الاجتماعات الرسمية تُدار عبر أنظمة إلكترونية متقدمة، فمن الممكن اعتماد نموذج مشابه داخل البرلمان، خاصة وأن التجربة أثبتت نجاحها خلال جائحة كورونا عام 2020 عندما استخدمت دول وحكومات هذا الأسلوب في اجتماعات رفيعة المستوى.

وقال الشوبكي إنه يمكن عقد جلسات مجلس النواب من خلال دائرة اتصال مغلقة تجمع جميع الأعضاء مع رئيس المجلس، ويكون رئيس المجلس هو المسؤول عن إدارة هذه الجلسات، تمامًا كما يدير منصات الاتصال الافتراضية، مضيفًا بأسلوبه النقدي إن ذلك قد يوفر الوقت ويخفف من ازدحام الجلسات والتنقل، وأن النائب سيكون قادرًا على ممارسة دوره من منزله، بينما تكون الأمانة العامة مسؤولة عن إصدار البيان الرسمي بعد انتهاء الجلسة وإرساله للإعلام كما هو معمول به الآن.

وختم الشوبكي حديثه بالتأكيد أن النقاش ليس في التكنولوجيا بحد ذاتها، بل في ضرورة إعادة الاعتبار لدور النائب تحت القبة، لأن المجلس — على حد قوله — لا يمكن أن يمارس دوره الدستوري حين تتحول الجلسات إلى إجراء شكلي لا يسمح بالحوار أو المساءلة أو النقاش الحقيقي.