عروس المطبّات

mainThumb

05-12-2025 06:43 PM

printIcon



جمال الدويري
مطبّات مداخل عروس الشمال من قرى شمالها، قد تمنح اربد بجدارة لقب عروس المطبّات،
وحفر الشوارع قد تجود على وجه العروس بلقب عروس الثآليل.
منغصات تشوه كل مشوار في المنطقة، وتجعله فعالية المعاناة والخطر.
مطبات ليست كالمطبات، إنما تلال تعترض مسيرك بكل قسوة وجلافة، ولا إشارة ولا عين قط ولا حتى خط فسفوري او حتى طلاء من أي لون كان تهاجم انتباهك وتخض سيارتك خضة العمر، وما تتخطاها بأمتار، الا وتتبعها الأخرى.
وأكثر من ذلك، وأطبّ من المطبات، تهاجمك نهاية الشارع او غياب الاسفلت من نظام ال جي بي اس، لتدخل متاهة الخطيطة الأحفورية التي تُعجز حتى بغال الجبال من السيطرة على غضبها وأعصابها، وهذا كله دونما إشارة او تحذير، وفي ظل عتمة موحشة وظلام دامس.
اعتقدت في الأمس أن هناك نيّة لنقل اربد الى كوكب آخر، او العودة بها الى عصر القرون الوسطى.
لا أبالغ إن قلت أنني تلقيت بالأمس صدمة العمر، وخاصة عندما أشار عليّ رفيق المشوار ابو محمد: شو رايك نظل هون للصبح وبعدين بافرجها الله...
لكننا قرأنا دعاء السفر وتابعنا.
وختمنا بالدعاء لعروس الشمال، وإن الله على كل شيء قدير.
اما للمسؤولين وأولي الأمر، فليس عندي غير الدعاء لهم بالرشاد والهداية، وأدعوهم لرحلة ليلية مماثلة لنفس على متن نفس الطرق وهم خلف المقود.
وأتمنى لهم السلامة هم ومركباتهم.