أخبار اليوم – تالا الفقيه
قال المخترع الأردني ماجد شاهر الغنانيم إنه سجّل ونفّذ عددًا من الابتكارات منذ عقود داخل المملكة، إلا أن غياب الاستثمار وعدم وجود متابعة مؤسسية أدى إلى تعطيل مشاريع كان يمكن أن تتحول إلى صناعات وطنية رائدة وتوفر فرص عمل واسعة.
وأوضح الغنانيم أن أحد أبرز اختراعاته يعود إلى عام 1989، حين طوّر سرير أطفال طبيًا يعمل على هز الطفل تلقائيًا من خلال الاستشعار، مع وظائف صحية متعددة، إلا أن الاختراع لم يجد اهتمامًا أو استثمارًا رغم سبق الأردن فيه قبل أكثر من ثلاثة عقود، في حين دخلت منتجات مشابهة أسواق الصين واليابان بعد سنوات طويلة من تسجيله.
وأضاف أنه في عام 1990 سجّل اختراعًا آخر يتعلق بكربريتر يحوّل السيارات للعمل على الغاز المسال والغاز الطبيعي، مستذكرًا أنه قابل الأمير الحسن بن طلال في المجلس الأعلى للعلوم وعرض سيارة تعمل على الغاز، وحصل على اهتمام واضح، إلا أن متابعة المشروع توقفت بعد تأجيل اللقاء الثاني دون عودة تحديد موعد جديد.
وأشار الغنانيم إلى تجربة ثالثة حين أنار قرية كاملة بالكهرباء باستخدام أسطوانة غاز واحدة، موضحًا أن استثمار هذا الابتكار في حينه كان سيغير الكثير في ملف الطاقة وخفض الكُلف، خاصة في ظل وجود الغاز في المملكة.
وتحدّث عن موقف حديث مع مؤسسة وطنية كبرى، حيث تواصل معه مسؤول رفيع وطلب لقاءه، ثم عقد اجتماع حضره مختصون لمناقشة المشاريع، وجرى الاتفاق على ثلاثة منها وتشكيل فريق للإشراف على التنفيذ. وبعد جهد طويل وصناعة النموذج الأول بالتعاون مع فريق هندسي متخصص، عرض المشروع على اللجنة الفنية التي أوصت بالموافقة عليه ورفعت تقريرًا إيجابيًا للمسؤول الأول في المؤسسة.
وبيّن الغنانيم أن المشروع توقف فجأة بعد تنقلات إدارية وتغيير المسؤولين والفريق المشرف، ولم يعد قادرًا على الوصول إلى أي جهة متابعة، رغم الجهد والمال المبذولين في تطوير الجهاز الأول.
ودعا الغنانيم المسؤولين المخلصين في الدولة إلى التحرك لفك أسر الجهاز وإعادة متابعة المشاريع التي تم الاتفاق عليها، لما تحمله من قيمة إنتاجية وقدرة على خلق فرص عمل وتعزيز التنافسية، معربًا عن أمله في أن يجد صوته صدى لدى من يدرك أهمية دعم الابتكار الوطني وخدمته للاقتصاد.