الأردن في النهائي… حين انتصر النشامى على المنتخب الشقيق وعلى المشككين

mainThumb
الأردن في النهائي… حين انتصر النشامى على المنتخب الشقيق وعلى المشككين

16-12-2025 01:31 PM

printIcon

صالح الشرّاب العبادي

فاز الأردن.
ليس لأنه سجل هدفًا فقط، بل لأنه امتلك ما هو أندر من الأهداف: الشخصية.

الانتصار على المنتخب السعودي الشقيق لم يكن مفاجأة لمن تابع مسار النشامى بعينٍ عادلة، لكنه جاء صادمًا لكل من قرر – عن قصد أو عن هوى – أن يقف ضد منتخبه، أو أن يراهن على سقوطه قبل أن تبدأ المعركة.

الأردن اليوم لم يهزم خصمًا كرويًا محترمًا فحسب، بل تجاوز اختبارًا أصعب: اختبار الإيمان بالذات وسط ضجيج التشكيك.

في الملعب، كان المنتخب الوطني أكثر هدوءًا، أكثر انضباطًا، وأكثر فهمًا لمعنى أن تلعب مباراة تعلم انها مسؤولية كبيرة وصعبة ضد منتخب قوي ..
هدفٌ يُسجَّل، ثم إدارة واعية للمباراة، لا ارتباك، لا تهور، ولا استعراض.

وفي المقابل، كانت هناك أصوات محدودة – مؤلمة في رمزيتها – اختارت أن تكون خارج الصف، أن تميل إلى الخصم الشقيق، لا من باب التحليل، بل من باب الرهان ضد النشامى.
وهنا لا نتحدث عن اختلاف رأي مشروع، بل عن انفصالٍ أخلاقي بين الإعلام ووظيفته الوطنية.

الإعلام ليس مطالبًا بالتصفيق، لكنه مطالب على الأقل بعدم العمل ضد الذاكرة الجماعية لشعبه.
التحليل حق، والنقد ضرورة، أما التشفّي أو التمني بالهزيمة، فذلك سقوط لا علاقة له بالمهنية.

ما فعله المنتخب الأردني اليوم أنه أعاد تعريف العلاقة بين اللاعب والجمهور والمشجعين والمتابعين في الملعب والأردن وأركان العالم :
قال لهم بوضوح:
سنلعب… وأنتم احكموا بعد النهاية.

واليوم، بعد الفوز، لا أحد يملك حق مصادرة الفرح، ولا حق الالتفاف عليه، ولا حق اختزاله في “ضربة حظ” أو “ظرف مباراة”.
الأردن وصل إلى النهائي لأنه استحق، ولأنه كان أكثر جاهزية إدارياً وذهنيًا، وأكثر احترامًا للتفاصيل الصغيرة التي تصنع البطولات.

النهائي أمام المغرب الشقيق ليس مباراة عادية، بل لحظة عربية كبرى، واختبار جديد لمنتخبٍ تعلّم أن الطريق إلى الإنجاز لا يمر عبر الضجيج والتشكيك ، بل عبر العمل المشترك والمنظم والأفعال لا الاقوال ..

هذا منتخب لا يطلب امتيازات، ولا يرفع صوته.
يرد فقط… في الملعب.

ومن لم يفهم هذا الدرس اليوم،
سيفهمه لاحقًا…
لكن بعد أن يُسجَّل هذا الفوز في الذاكرة، لا في دفاتر التبرير.