أخبار اليوم - ساره الرفاعي - أكد النائب السابق الدكتور عساف الشوبكي أن ما يتعرض له الأردن من حملات إساءة وتشويه ليس أمرًا طارئًا أو عابرًا، بل هو امتداد لحالة قديمة من الغيرة والحسد، سببها حضور الأردن التاريخي ومواقفه الثابتة إلى جانب قضايا أمته، مؤكدًا أن الأردن لم يكن يومًا بلدًا هامشيًا أو صغيرًا كما يحاول البعض تصويره.
وأوضح الشوبكي أن الغيرة من الأردن بدأت منذ عهد الملك الراحل الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، عندما كان الأردن حاضرًا في قلب الأحداث العربية، منحازًا للحق ومدافعًا عن قضايا الأمة، الأمر الذي أثار انزعاج أطراف لم تتحمل استقلالية القرار الأردني، فتحولت الغيرة مع مرور الوقت إلى كراهية وحملات إساءة وكلام خارج عن قواعد الأدب والأخلاق.
وبيّن أن ما يُتداول اليوم من إساءات عبر منصات التواصل وبعض الأبواق الإعلامية يعكس إفلاسًا أخلاقيًا وسياسيًا، لا علاقة له بحجم الأردن أو إمكانياته، بل بعدم القدرة على تقبّل حقيقة أن الأردن ظل حاضرًا ومؤثرًا رغم كل التحديات.
وشدد الشوبكي على ضرورة التوقف عن ترديد مقولة إن الأردن بلد صغير، مؤكدًا أن الأردن لم يكن يومًا صغيرًا، بل كان وسيبقى كبيرًا بقيادته الحكيمة، وبشعبه المتعلم المثقف، وبوحدته الوطنية، وبقيمه الراسخة القائمة على الكرامة والرجولة والمروءة والوفاء، مشيرًا إلى أن قيمة الدول تُقاس بمواقفها لا بمساحتها.
وأشار إلى أن قوة الأردن الحقيقية تكمن في الإنسان الأردني، الذي أثبت في مختلف الميادين قدرته على تجاوز الإمكانيات المتاحة، سواء في التعليم أو العمل أو الإبداع أو الرياضة، مؤكدًا أن إنجازات الشباب الأردني دليل واضح على ذلك.
وتطرق الشوبكي إلى التاريخ العسكري الأردني، مؤكدًا أن الجيش العربي الأردني سجّل محطات مشرّفة في معارك الذخيرة واللطرون وباب الواد والكرامة وغيرها، حيث كانت الإرادة والعزيمة فوق كل الإمكانيات المادية.
ودعا الشوبكي المسؤولين إلى الدفاع عن الأردن بثقة ووضوح عند تعرضه لأي حملات تستهدفه، وعدم التذرع بقلة الإمكانيات، مؤكدًا أن المشكلة ليست في القدرات، بل في طريقة إدارتها والدفاع عنها.
وختم الشوبكي بالتأكيد على أن الأردنيين سيبقون في المقدمة رغم كل محاولات التشويه، مشيرًا إلى أن ما ينقص الأردن هو حكومات صالحة وديمقراطية حقيقية تُفرز مجالس نيابية تعبّر بصدق عن طموحات الشعب وقدراته، وعندها سيكون الأردنيون قادرين على صناعة المستحيل.