ديما القيسـي : بدأت بحضـانــة صـغـيــرة والآن لدي أكاديمية واسعة

mainThumb

10-08-2023 10:07 AM

printIcon


الإصرار عنوان نجاح أيّا كانت الصعوبات والتحديات، عامة كانت أم شخصية، به تحقق الأحلام والآمال لتصبح حقيقة مجسدة على أرض الواقع تنفع صاحبها والمجتمع بشكل عام، هكذا أصرّت ديما القيسي على حلمها بأن تملك حضانة للأطفال بدأتها في جزء من منزل أسرتها، لتصبح اليوم واحدة من أهم وأكبر حضانات الأطفال في المملكة.
لم تكتف ديما بالسعي لتحقيق حلمها وتذليل العقبات أمام عملها الشخصي، إنما حرصت أن تحل مشكلة واقع عمل حضانات الأطفال في المملكة خلال مرحلة جائحة كورونا وما واجهه هذا القطاع من إشكاليات كبيرة أدت لإغلاق العشرات من الحضانات، فيما سعت جاهدة لتوفير حلول من خلال اتصالات واتفاقيات وشراكات مع مؤسسات حكومية ومنظمة العمل الدولية، وصولا لهيئة الأمم المتحدة، واضعة حلولا لعدد كبير من المشاكل التي واجهت هذا القطاع.
ديما القسي، الأم لثلاثة أطفال، وتحمل درجة الماجستير في إدارة الأعمال والتسويق، ومن الأوائل على المملكة في الثانوية العامة، قررت أن تخرج من جلباب دراستها الجامعية، وتسعى لأن تؤسس حضانة أطفال مختلفة تقدّم أشكالا متعددة للأطفال، لتكون ريادية في هذا القطاع ويتم انتخابها ممثلة عن رياض الأطفال في غرفة تجارة الأردن، وهي السيدة الوحيدة التي تمثل القطاع في الغرفة، وعضو ملتقى سيدات الأعمال والمهن الأردني، وعضو هيئة إدارية في الملف الثقافي والتربوي للمدارس الخاصة، جاعلة من حياتها مليئة بالإنجازات التي بدأتها بفكرة. وفي إطار سلسلة لقاءات جريدة «الدستور» مع نساء رياديات في قطاعات متعددة، كنّ الأوائل بالعمل بها، أو شكّلن قصص نجاح تستحق المتابعة، ضيفتنا هذا الأسبوع بزاوية «رياديات» ديما القيسي، السيدة الوحيدة في غرفة تجارة الأردن التي تمثل رياض الأطفال، والسيدة التي شكّلت لجنة خاصة لمتابعة واقع رياض الأطفال خلال جائحة كورونا ليتم انقاذ عشرات إن لم يكن مئات المشاريع من الإغلاق باتصالات محلية ودولية.
تتحدث ديما عن عملها وتقول بدأت الفكرة بعدما انهيت دراستي الجامعية بإنشاء حضانة صغيرة في منزل أسرتي، بعد ذلك بدأت الفكرة تتسع رغم بعض التحديات، لكن اتسع عملي، سيما وأن مرحلة رياض الأطفال تلقى اهتماما من صاحبي الجلالة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبدالله، فكان أن شكّل ذلك حافزا لي بجعل عملي أكبر وأوسع في تقديم خدمات للأطفال في هذه المرحلة الهامة التي تسير اليوم في درب الإلزامية.
وتضيف ديما، توسعت في عملي وأصبحت اليوم الحضانة في مكان متسع بمنطقة الصويفية، ونعمل على تقديم كل ما هو مفيد ومختلف للأطفال، ولدينا الآن صف للمهارات الحياتية للأطفال، ومدينة مرورية مصغرة، وصف كذلك للمهارات الحركية، فضلا عن ما تقدمه الحضانة من رؤى علمية وتعليمية تمنح الطفل ما يحتاجه في هذه المرحلة العمرية من مهارات وخبرات وعلوم.
وعن التحديات التي واجهتها، تقول القسي أكثر المراحل التي واجهنا بها تحديات كانت فترة جائحة كورونا، سيما وأننا نتبع لوزارة التربية والتعليم فكان علينا أن نسير بنهج المدارس وهذا مسألة صعبة مع الأطفال، فكان أن شكلت لجنة لمواجهة هذه الأزمة والتعامل معها ليس بشكل شخصي إنما حلّ مشاكل القطاع بشكل كامل بعدما تأثرت غالبية الحضانات ورياض الأطفال وأغلقت أبوابها.
وبدأت عملي ، تضيف ديما ، في اللجنة بالتعامل مع الحضانات على أنها من القطاعات المتضررة، فكان أن تم التعامل معنا على هذا الأساس، تحديدا في موضوع الرواتب، ومن ثم بدأت اتصالاتي بمنظمة العمل الدولية التي قدمت عونا ماليا لـ(24) روضة أطفال في عمان والمحافظات كافة، لنكون أول قطاع يصل للمنظمة ويحصل على الدعم، لتتسع دائرة الفكرة لي من قبلنا بل على مستوى عالمي، وتتابع المشروع هيئة الأمم المتحدة اليوم ولكن بدعم كافة القطاعات وليس فقط رياض الأطفال، مشيرة إلى أن الدعم تراوح ما بين 2000 إلى 5000 دولار لكل روضة، حتى تمكنا من تجاوز الأزمة وتستمر هذه المشاريع التي يعمل بها آلاف المواطنين والمواطنات. وتؤكد ديما على أن الإصرار والعزيمة هما أساس النجاح، أيا كانت الصعوبات فأنا اليوم أم وأدير مشروعا هاما يعنى بفئة عمرية هامة جدا، وحلمي لم يتوقف بل متجدد وفي كل مرحلة هناك جديد أقدمه، وعلى كلّ سيدة أن تضع حلمها هدفا وتحققه، أيا كانت الصعوبات التي تواجهها، فاليوم أكاديمية بلاد الأطفال، حلم يتحقق ويتسع ويكبر ويبدو نموذجا لكل من يسعى للنجاح والتميّز، وهو ما سعيت له رغم أنه يبتعد عن تخصصي الجامعي لكنه اليوم واقع يعمل به عدد من السيدات والرجال ليشكّل لنا جميعا ملاذا آمنا لحياتنا ولأحلامنا.
(الدستور)