هل تحول التعليم المدرسي إلى بطاقات مدفوعة مسبقا ومنصات عبر الإنترنت؟

mainThumb
هل تحول التعليم المدرسي إلى بطاقات مدفوعة مسبقا ومنصات عبر الإنترنت؟

18-02-2024 11:10 AM

printIcon

أخبار اليوم - صفوت الحنيني - في الوقت الذي تنتشر فيه منصات التعليم الإلكتروني بشكل كبير ومبالغ فيه، أصبح دور الغرفة الصفية مهمشا؛ نظرا لعدم منحها تلك الأهمية من قبل بعض المعلمين.

طلاب المدارس أصبحوا لقمة سائغة لبعض المعلمين "المشاهير" ومكسبا ماديا لا يمكن تعويضه، من خلال إقناعهم بشراء البطاقات المدفوعة مسبقا لتتيح لهم حضور الدروس التعليمية عن بعد عبر المنصات التعليمية التي يعملون بها، أو يمتلكونها في بعض الأحيان.

المعلم نوعان

الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة قال في حديثه ل "أخبار اليوم" أن بعض المعلمين اختاروا مهنتهم عن قناعة، والبعض الآخر أتت به الظروف ليصبح معلما بعيدا عن نوع الظرف الذي دفعه لأن يمتهنها، الذين اعتبرهم "دخلاء" على هذه المهنة وهم كثر، ويتعاملون معها على أنها خالية من الرسالة وأيضا وظيفة كأي وظيفة أخرى تحقق مردودا ماديا، فالأول يتعامل مع مهنة التدريس على أنها مهنة الأنبياء، ويقوم بواجباته اتجاه الطلاب عن قناعة، أما الثاني لا يكترث لأهمية هذه المهنة سوى أنها تحقق المردود المادي.

وأوضح الدكتور أبو عمارة أن هذه النوعية من المعلمين، والذي أطلق عليهم لقب "الدخلاء" هم من يسيئون إلى مهنة التعليم من خلال عدة طرق منها عدم الالتزام بهذه المهنة والبحث عن مهنة أخرى في الوقت الذي يعتبر مهنة التعليم مهنة مؤقتة، في حين عدم الإخلاص في التدريس تعتبر من الطرق التي يسلكها هؤلاء المعلمون، بالإضافة إلى أنهم يحاولون كسب الأموال من خلال هذه المهنة باعتبارهم أن الطلاب "نقود متحركة" ويجب أن يستفيدوا منهم بأكثر طاقة ممكنة من خلال بيع الدوسيهات والدروس الخصوصية.

البطاقات الإلكترونية والمنصات

الدكتور محمد أبو عمارة بين أن انتشار البطاقات الإلكترونية والمنصات التعليمية جاءت لتحل مشكلة التعليم بعد جائحة كورونا، ولهذا السبب فقد لمعت بعض أسماء المعلمين الذين أثروا في الطلبة من خلال هذه المنصات وإقناعهم بشراء هذه البطاقات، موضحا أن بعض المعلمين يقومون بتصرفات "مخجلة" في أثناء هذه الحصص الإلكترونية.

وفي السياق ذاته، لفت إلى أن بعض المعلمين يمتلكون مدارس خاصة، أو يعملون بها وأثناء حصصهم الإلكترونية يروجون لهذه المدارس حتى "يسحب" الطالب، ويدفعه للتسجيل فيها خوفا من أنه لن ينجح إن لم يسجل في هذه المدرسة التي يعمل بها هذا المعلم، مما تصبح الأقساط عالية جدا على الطلبة ويسهم ذلك برفع أجور المعلمين لمبالغ خيالية.

وأشار أبو عمارة أن نسبة المعلمين الملتزمين برسالة التعليم السامية قد تصل نسبتهم إلى 85% وإن من يظهر "على السطح" هم المعلمون "الدخلاء" لأنهم يروجون لأنفسهم بأشكال مختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكمل حديثه مشيدا بالمدارس الخاصة التي تستقبل قرابة ال 700 ألف طالب؛ ومن ثم تعتبر هذه المدارس من الركائز الأساسية للتعليم الأردني، ولا شك بأن بعض المعلمين والمديرين يسيئون إليها، ولكنهم نسب قليلة جدا، ولم تؤثر في سمعة المدارس بشكل عام.

أما عن دور وزارة التربية والتعليم قال إنه من الواجب بأن تقوم بحملات توعية وإرشاد للمدارس والمعلمين الذين يقومون بتلك التصرفات المزعجة، وكذلك أن هناك رقابة من قبل الوزارة على ما يقدم من محتوى عبر تلك المنصات.

أجور "خيالية" للمعلمين... ما السبب؟

وتطرق الدكتور محمد أبو عمارة لارتفاع أجور بعض المعلمين الذي يعقدون اتفاقا مسبقا مع المدارس الخاصة وذلك لاستقطاب الطلاب، الأمر الذي يجبر إدارات تلك المدارس بأن تدفع أجرا عاليا لهم قد يصل في بعض الأحيان إلى 5000 دينار مقابل هذا الترويج.

وختم أبو عمارة حديثة ل "أخبار اليوم" أن بعض المعلمين يستفيدون ماديا من الطلاب من جانب والمدرسة الخاصة من جانب آخر.

تشتيت تركيز الطالب

دروس خصوصية، حصص صفية، وبطاقات المنصات التعليمية، مصادر تعليمية كثيرة من شأنها أن تشتت تركيز الطالب في هذه المرحلة التعليمية المهمة، باعتبارها الفيصل في تحديد المسار التعليمي له من خلال تحصيل أفضل معدل ممكن، حتى يتمكن من دراسة تخصص جامعي يحقق طموحه وأمنياته.

خبير تربوي قال إنه من المفترض أن يكون تركيز الطالب منصبا على مصدر تعليمي واحد أو اثنين كحد أقصى، فعلى سبيل المثال من الممكن أن يتلقى الطالب دروسا خصوصية في المواد التي يحتاج التقوية بها بالإضافة للوُجود داخل الحصص الصفية وغض النظر عن أي مصدر تعليمي آخر.

كلفة مالية مرتفعة على الأهالي

في ظل وجود بعض المنصات التعليمية التي تعتبر الطالب "فريسة" سهلة لزيادة أرباحها المالية، فإن هذا يزيد الأعباء المادية على الأهالي؛ بسبب المتطلبات الكثيرة التي تضعها بعض تلك المنصات على الطلاب.

أولياء أمور قالوا إنه من الصعب تلبية الاحتياجات المالية لأبنائها المسجلين في هذه المنصات، فمنها ما يطلب رسوما مالية مع بداية الفصل الدراسي بدلا من رسوم إضافية في حال أراد الطالب أن يُرَاجَع الدروس قبل الامتحان فيما تطلب بعض تلك المنصات رسوما أخرى إن أراد الطالب حصصا تشاركية، أي بمعنى أن يستطيع الطالب أن يطرح سؤالا في أثناء الدروس التي تبث على مواقع هذه المنصات.