"إدارة الأزمات" يكشف لـ "أخبار اليوم" عن نيّة المركز إنشاء فرع له في العقبة؛ نظرًا لأهميّة المدينة استراتيجيًا

mainThumb
المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات

20-04-2024 02:35 PM

printIcon


المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات يجيب عن تساؤلات "أخبار اليوم"
"إدارة الأزمات" لـ "أخبار اليوم": المملكة الأردنيّة الهاشميّة جاهزة لإدارة الأزمات والكوارث الطبيعيّة.
"إدارة الأزمات" لـ "أخبار اليوم": المركز "عقل مركزي" للدولة الأردنيّة لاستشراف المستقبل وتحديد المخاطر والاستجابة لها.
"إدارة الأزمات" لـ "أخبار اليوم": المركز يفكِّر بالعقليّة الأردنيّة واحتياجاتها وفق أحدث التقنيات العالميّة.
إدارة الأزمات: الأردن أثبت كفاءته في إدارة الأزمات والكوارث وجائحة كورونا أفضل دليل.
إدارة الأزمات: المركز يعتمد على مفهوم "الأُمَّة في مواجهة الأزمة" والذي يرتكز على مبدأ توحيد وتنسيق الجهود وتسخير الإمكانات الوطنيّة.
إدارة الأزمات: الأردن رائد في إدارة الأزمة إقليميًا، ومن أوائل الدول العربيّة التي اعتمدت استراتيجيّة وطنيّة للحد من مخاطر الكوارث.
"إدارة الأزمات" يكشف لـ "أخبار اليوم" عن نيّة المركز إنشاء فرع له في العقبة؛ نظرًا لأهميّة المدينة استراتيجيًا


أخبار اليوم - سمير الصمادي - تتزايد الكوارث الطبيعيّة في جميع أنحاء العالم، وتتزايد بشكل واضح في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربيّة؛ نتيجةً لعوامل الطبيعة وللتغيُّر المناخي المُتسارع؛ بسبب الأنشطة البشريّة السلبيّة الضارَّة بالبيئة كالصناعة وما ينتج عنها من غازات وانبعاثات، بالإضافة إلى التعدي على الغابات والمساحات الخضراء وغيرها.
والأردن كإحدى دول المنطقة مُعرَّض لهذه الكوارث، وسيتأثَّر بالمخاطر الناجمة عنها؛ خاصّةً الزلازل، وسيعاني المخاطر المتعلِّقة بتغيُّر المناخ؛ كالفيضانات وحرائق الغابات، الزلازل التي ضربت سوريا والمغرب وتركيا والفيضانات التي شهدتها ليبيا العام الماضي ليست ببعيدة.


في هذا التقرير يجيب المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات على لسان مدير وحدة الاستجابة الإعلاميّة في المركز الدكتور أحمد النعيمات، عن تساؤلات "أخبار اليوم"، حول المركز وآلية تعاطيه مع الكوارث وإدارته للأزمات، والشركاء في إدارة الأزمة، ومراحل الاستعداد للأزمات، وإنجازات المركز، والأزمات والكوارث المتوقَّعة أن تحدث في الأردن مستقبلًا.


"عقل مركزي" للدولة.. لاستشراف المستقبل وتحديد المخاطر


إذ قال النعيمات لـ "أخبار اليوم"، إنَّ المملكة الأردنيّة الهاشميّة جاهزة لإدارة الأزمات والكوارث الطبيعيّة، من خلال تأسيس المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، والذي أُسِّس عام 2015، نتيجةً لأحداث تفجيرات فنادق عمّان عام 2005، والتي اقتضت ضرورة وجود "عقل مركزي" للدولة الأردنيّة؛ يتم من خلاله استشراف المستقبل، وتحديد المخاطر، والتخطيط والاستجابة لها إن حدثت - لا قدَّر الله -، مضيفًا أنَّ المركز يفكِّر بالعقليّة الأردنيّة واحتياجاتها وفق أحدث التقنيات العالميّة.


وأضاف أنَّ الأردن أثبت كفاءته في إدارة الأزمات والكوارث، إذ يُعدّ تعامل الأردن مع جائحة كورونا أفضل دليل على ذلك، فقد كان من أكثر الدول في العالم التي تحظى برعاية واحترام واهتمام؛ لقدرته على التعامل مع الوباء، ولِما قدَّمه من شفافيّة في المعلومات أولًا، وفاعليّة الإجراءات ثانيًا، وتدني مستوى الوفيات؛ نسبةً إلى معدل الوفاة العالمي في الوباء ثالثًا، بالإضافة إلى زيادة منعة البُنية الصحيّة ومرونة الإجراءات.


"الأُمَّة في مواجهة الأزمة".. مبدأ توحيد وتنسيق الجهود وتسخير الإمكانات الوطنيّة


وبيَّن أنَّ المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات يعتمد على مفهوم "الأُمَّة في مواجهة الأزمة"، والذي يرتكز على مبدأ توحيد وتنسيق الجهود وتسخير الإمكانات الوطنيّة، ويقتضي وجود تنسيق مستمر مع القوات المسلَّحة، والأجهزة الأمنيّة، والوزارات والمؤسَّسات العامّة، والقطاع الخاص؛ مُمَثَّلًا بالنقابات المهنيّة، ومؤسَّسات المجتمع المدني، والشركات الخاصّة؛ لمواجهة الأزمات المتوقَّعة.


وأكَّد النعيمات أنَّ للقطاع الخاص دوراً كبيراً بالمشاركة في التمارين الوطنيّة التي ينفذّها المركز، والتي تحاكي وقوع الأزمات والكوارث، وفي أزمة وباء كورونا كان لمساهمة القطاع الخاص الأثر الكبير في التخفيف من آثار تلك الجائحة التي سادت الأردن.


مراحل الاستعداد للأزمات والكوارث.. ثلاث مراحل جوهريّة


وأوضح أنَّ الاستعداد للكوارث والأزمات يَمُرُّ بثلاث مراحل: المرحلة الأولى والتي ترتكز على وجود قاعدة بيانات وطنيّة تنبؤيّة؛ تستشرف المستقبل وتوضِّح مكامن الخلل وتعمل على تلافيها وتحسينها، والمرحلة الثانية تقوم على إعداد خطط وطنيّة للاستعداد والاستجابة لتلك الأزمات، وهي وفق الهرميّة التالية: الخطط الوطنيّة المُعدَّة من قِبل المركز، بالشراكة مع القوات المسلّحة والأجهزة الأمنيّة والوزارات والمؤسَّسات العامّة والقطاع الخاص، والمصادقة عليها من قِبل رئيس الوزراء؛ والتي ينبثق عنها خطط تنفيذيّة لكل وزارة أو مؤسَّسة، تشتمل على الأدوار المُناطة بها في الخطط الوطنيّة، والمرحلة الثالثة وهي تعتمد على التغذية الراجعة والدروس المستفادة من التمارين التي ينفذها المركز.


المملكة دولة رائدة في هذا المجال إقليميًا.. والخطة الوطنيّة تُبنى من القاعدة


كما أكَّد النعيمات أنَّ المملكة الأردنيّة الهاشميّة، دولة رائدة في هذا المجال إقليميًا، وهي من أوائل الدول العربيّة التي اعتمدت استراتيجيّة وطنيّة؛ للحد من مخاطر الكوارث، والتي من خلالها تكون جميع الخطط الوطنيّة والمخاطر وإدارتها تنضوي تحت مبدأ التخفيف والحد من مخاطر هذه الكوارث الطبيعيّة والأزمات المحتملة.


وأشار إلى أنَّ أهم مكوَّن من مكونات الخطة الوطنيّة هو أن يتم بناء تلك الخطة من القاعدة إلى الهرم، أي أنَّ الجهة أو المؤسَّسة المُناط بها تنفيذ هذه الواجبات إمَّا أن توافق أو لا توافق على تلك الواجبات؛ وفقًا لإمكاناتها المتوفرة.


ترسيخ ثقافة إدارة الأزمة بالابتعاد عن "الفزعة"
ولفت إلى أنَّ عملية الاستجابة من القوات المسلَّحة والأجهزة الأمنيّة والوزارات والمؤسَّسات والقطاع الخاص مستمرَّة كل يوم؛ وفقًا للواجب والأحداث المتغيَّرة، وهذه العمليّة يجب أن يرافقها ترسيخ ثقافة إدارة الأزمة، التي بدأت في المؤسَّسات الوطنيّة؛ من خلال الاعتماد على نظام الإدارة وقائمة التحقُّق النهائيّة، مع الابتعاد عن "الفزعة" في التعاطي مع الأزمة. موضحًا أنَّ التمارين التي تحاكي الأزمات لزيادة المنعة والاستجابة لا تكفي، بل تتضمن تلك الخطط القيام بمهام مشتركة وواقعيّة بين الأطراف والجهات ذات العلاقة.


إدارة أزمة "كورونا" أبرز إنجازات المركز.. وتمارين تحاكي الكوارث والأزمات


وعن إنجازات المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات بيَّن مدير وحدة الاستجابة الإعلاميّة، أنَّها تتمثّل في ثلاثة إنجازات رئيسة في آخر ثلاث سنوات، وهي إدارة أزمة جائحة كورونا بفاعليّة، والمشاركة في إسناد أحداث وطنيّة - لم ترتقِ لمستوى الأزمة -، لكن كان للمركز دور كبير فيها؛ مثل انفجار خزان الكلورين في العقبة عام 2022، وتنفيذ تمرين القيادات العليا "السوسنة السوداء"، والذي تولَّت فيه المرأة الأردنيّة إدارة التمرين؛ بهدف تمكين المرأة، وهو يحاكي تعرُّض المملكة لأزمات وكوارث تؤثِّر في السلامة العامّة، بالإضافة إلى تمرين "درب الأمان"؛ للتعامل مع الزلازل وتداعياتها، والذي شارك فيه ميدانيًا ما لا يقل عن 3000 شخص، ومن خلاله أُخْلِي مدارس ومؤسَّسات عامَّة من حوالي 200,000 طالب وموظف.


وأضاف النعيمات أنَّ من إنجازات المركز، ربط قاعدة البيانات الوطنيّة بنظام إدارة الأزمات وبجهودٍ ذاتيّة، ليتم من خلاله تحديد الأولويات الوطنيّة للمخاطر، ومدى خطورتها، وكيفيّة الاستجابة لها ضمن قاعدة البيانات، يشارك فيها المركز مع الجهات ذات العلاقة.


وكشف النعيمات عن خطط المركز المستقبليّة، بإنشاء فرع له في مدينة العقبة؛ نظرًا لأهميّة المدينة استراتيجيًا، ولكونها ستكون مركزًا للتجارة الإقليميّة، ولاحتوائها على منشآت حيويّة للمملكة.
وأوضح النعيمات أنَّ أصناف ودرجات الأزمة مختلفة؛ فهناك أزمات من صنع الإنسان، وأزمات تنتجها الطبيعة، وأزمات زاحفة ذات أثر بطيء ومستمر، وأزمات مفاجئة، وأزمات مزمنة وغيرها.


تنسيق عالٍ بين وحدات المركز.. للتنبؤ وتحليل المخاطر وتفعيل الواجبات


وأردف أنَّ هذه الأنواع من الأزمات يتم دراستها وفقًا لقاعدة البيانات الوطنيّة؛ من خلال وحدة الدراسات والتنبؤ في المركز، والتي تحلل هذه المخاطر، عندئذٍ تقوم مديرية العمليات والخطط في المركز بتفعيل واجبات الأجهزة والمؤسَّسات المعنيّة في الحوادث والأزمات والكوارث الطبيعيّة.


وقال النعيمات إنَّ وحدة الاستجابة الإعلاميّة قامت بدمج فكرة استنباط المخاطر الوطنيّة من المصادر المفتوحة وتحويلها إلى مخاطر يمكن قياسها اجتماعيًا.


وبيَّن أنَّ الخطط تُحدَّث باستمرار، إمَّا من خلال التغذية الراجعة من التمارين الوطنيّة، أو من خلال استحداث أو إلغاء أو دمج وزارات وهيئات ومؤسَّسات وطنيّة، ومن خلال تطورات بيئة المخاطر المحيطة بالأردن أيضًا.


الاهتمام بأي أزمة قد تؤثر في الأمن الوطني الأردني.. ولو كانت خارجيّة
وذَكَرَ النعيمات أنَّ المركز لا يهتم بالأزمات التي تحدث داخل المملكة فقط، وإنّما يهتم بأي أزمة قد تؤثر في الأمن الوطني الأردني، ومثال ذلك تعاون المركز مع السلطات السعودية بما يتعلَّق "بخزان صافر" النفطي في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنيّة، والذي كان يهدِّد بكارثة بيئيّة من خلال تسرّب المواد البتروليّة منه، لكن فُرِّغ من حمولته قبل وقوع الكارثة.


وأشار النعيمات إلى أنَّ المركز يهتم أيضًا بما يؤثر في البيئة الخارجيّة للأردن، كالاهتمام بسلاسل التوريد، وارتفاع أسعار المواد الغذائيّة عالميًا، وكيفيّة التخفيف من آثار التضخم، وتوفُّر كميّات كافية من المواد الغذائيّة في المستودعات والأسواق، إذ أنَّ هذه الإجراءات اليوميّة؛ نابعة من تحليل بيئة المخاطر التي يقوم بها المركز باستمرار، وبناءً عليه تتعدّل الخطط والواجبات وقوائم التحقُّق.


حرائق الغابات والفيضانات والجفاف.. هي الأزمات الأكثر احتمالًا في الأردن
وتطرَّق مدير وحدة الاستجابة الإعلاميّة إلى أنَّ الأزمة المتوقعّة والأكثر احتمالًا أن تحدث في الأردن من حيث الكوارث الطبيعيّة، هي حرائق الغابات؛ لأنَّه يمكن التنبؤ فيها بشكلٍ جزئي؛ بسبب زيادة نشاط السياحة البيئيّة وسياحة المغامرات، كما أنَّ التغيُّر المناخي يُلقي بظلاله على الجفاف وفرض حالة من عدم الاستقرار الجوي، بالإضافة إلى الفيضانات "الومضيّة" المفاجئة. موضحًا أنَّ الفيضانات "الومضيّة"، هي حالة من عدم الاستقرار الجوي تؤدي إلى تشكل السيول بوقتٍ قصيرٍ ومفاجئ.


ويرى النعيمات أنَّ السِّمة البارزة لطبيعة ونشاط المنخفضات الجويّة - والتي لُوحِظَت خلال العامين الماضيين -، بأنَّها غير مُستقرَّة، وهي يجب أن تكون استثناء، بينما المنخفضات الاعتياديّة المعروفة هي الأصل، ولكن ما يحدث هو العكس.


وبالرغم من حالة عدم الاستقرار الجوي، إلَّا أنَّ الأردن لديه بنية تحتيّة يقوم بتحديثها وتطويرها، وأجهزة إنذار مبكِّر ومجسَّات ورادارات طقس متطوِّرة، تنتشر في العقبة وباقي مناطق المملكة، كما يُفَرَّغ السدود قبل 25 دقيقة من حدوث الفيضانات كإجراء احترازي، بحسب النعيمات.


الزلازل.. كوارث لا يمكن التنبؤ بحدوثها أو إيقافها.. وتحتاج إلى جهود ومساعدة دوليّة


أمَّا فيما يخص الزلازل، يؤكّد النعيمات أنَّها من الكوارث التي لا يمكن التنبؤ بحدوثها أو إيقافها، وإنَّما التخفيف من آثارها فقط، حتى وإن حدثت هزَّات على نحو متواصل وبقوة متفاوتة، إلَّا أنَّ التوقُّع بحدوث زلازل كبيرة لا يمكن من الناحية العلميّة.


وبيَّن النعيمات أنَّ هناك خطة وطنيّة للزلازل، تحتوي على أماكن الإيواء، وأدوار كل مؤسَّسة في الكارثة، بالإضافة إلى آلية استقبال وتوزيع المساعدات وفِرق الإخلاء والإنقاذ والإسعاف الدوليّة، وتتضمن الخطة سيارات وآليات الدفاع المدني والقطاع الخاص التي يمكن الاستفادة منها في عمليات الإنقاذ والإخلاء وإزالة الطمم، وبالرغم من ذلك تُعدّ الزلازل من الكوارث التي لا تستطيع الدول وحدها التعامل معها والتخفيف من آثارها؛ خاصةً إذا كان الزلزال كبيرًا كالذي حدث في تركيا العام الماضي؛ عندئذٍ تُطْلَب المساعدة الدوليّة.


وفي السياق ذاته، أشار المصدر إلى أنَّ الأردن كباقي الدول أرسل فريقًا لتركيا؛ للمساعدة على عمليات البحث والإنقاذ، كدليل على عدم قدرة الدول وحدها على مواجهة تداعيات الزلازل، كما أنَّ المركز أرسل فريقًا لتركيا للاستفادة من دروس تعامل السلطات مع الزلزال.