لهيب الجوع: سكان غزة يحرقون نفايات سامة للبقاء على قيد الحياة

mainThumb
لهيب الجوع: سكان غزة يحرقون نفايات سامة للبقاء على قيد الحياة

04-05-2025 10:46 AM

printIcon

أخبار اليوم - مع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي قطع الكهرباء ومنع دخول الوقود إلى قطاع غزة، يجد كثير من المواطنين أنفسهم مضطرين للجوء إلى وسائل بدائية للطهي والتدفئة، بالرغم مما تحمله من مخاطر صحية وبيئية جسيمة.

فانعدام مصادر الطاقة كالكهرباء والغاز لم يترك أمام العائلات الغزية خيارًا سوى استخدام النفايات البلاستيكية، الأحذية البالية، الإطارات، وحتى الأقمشة القديمة، كوقود بديل لطهي الطعام أو تسخين المياه، في وقتٍ أصبحت فيه أسعار الأخشاب تفوق قدرة الأسر المتعففة على تحمّلها.

يقول المواطن إياد وشاح، وهو أب لخمسة أطفال: "نجمع بقايا الأحذية والإطارات ونحرقها لنخبز أو نُسخّن الماء. نعلم أنها مواد خطيرة، لكننا لا نملك بديلًا. لا يمكن أن نترك أطفالنا جائعين".

وأضاف وشاح لصحيفة "فلسطين" أنه يضطر لحرق الأقمشة وأكياس النايلون لطهي الطعام، بسبب انعدام غاز الطهي. وتابع: "أعرف أن الأدخنة سامة وتزيد من أزمة الربو لدى ابني، لكن ماذا أفعل؟ لا طعام دون نار، ولا نار بلا حرق هذه الأشياء".

فيما تقول السيدة أم رائد العثماني: "في البداية كنت أرفض تمامًا فكرة حرق البلاستيك أو الأقمشة، لكن مع مرور الأيام وانقطاع الكهرباء والغاز، وجدت نفسي مضطرة لذلك. صرت أبحث عن أي شيء يمكن أن يُشعل النار، حتى الستائر القديمة قطعناها واستخدمناها".

وتضيف: "كل مرة أشعل فيها النار أشعر بالخوف على أطفالي، ليس فقط من الدخان، بل من فكرة أننا نُدمّر صحتنا بأيدينا. المأساة الحقيقية أننا لم نعد نخاف من المرض، بل من الجوع".

ويحذر الخبير البيئي والزراعي م. نزار الوحيدي من خطورة حرق هذه المواد، قائلًا: "حرق البلاستيك والأقمشة البترولية يطلق مركبات خطيرة مثل أول أكسيد الكربون والديوكسينات، وهي مواد شديدة السمية تساهم في الإصابة بأمراض تنفسية حادة وسرطانات، خاصة لدى الأطفال وكبار السن".

ويوضح الوحيدي لـ"فلسطين" أن بعض أنواع البلاستيك، خصوصًا المصنفة تحت الرمز (7)، تحتوي على مركبات مثل "البيسفينول A"، التي تؤثر على توازن الهرمونات في الجسم، وقد تكون مرتبطة بأمراض مثل سرطان الثدي والرحم ونقص هرمون التستوستيرون لدى الرجال.

ويشير إلى أن جزيئات البلاستيك الدقيقة الناتجة عن الاحتراق قد تدخل إلى مجرى الدم، أو تترسب في التربة والمياه، ما يهدد السلسلة الغذائية بأكملها، ويزيد من احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة.

ويبيّن أن استمرار هذه الممارسات سيخلق أزمة صحية جماعية في المستقبل القريب، حيث ستتضاعف نسب الإصابة بالأمراض التنفسية وسوء التغذية، خاصة في ظل تدهور مستويات المناعة نتيجة الجوع ونقص العناصر الغذائية الأساسية.

ويختتم الوحيدي بالتحذير: "نحن لا نتحدث فقط عن أزمة بيئية عابرة، بل عن جيل كامل يتعرض يوميًا لمواد سامة، ستترك آثارًا طويلة الأمد على صحته البدنية والنفسية. ما يجري ليس خيارًا، بل كارثة مفروضة بسبب سياسات الحصار وتجويع السكان"

المصدر / فلسطين أون لاين