أخبار اليوم - مع استمرار الظروف الاستثنائية التي يعيشها قطاع غزة من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أطلق نشطاء وسم #لنكن_درعًا_للوطن على مواقع التواصل الاجتماعي، في إطار دعوة شعبية واسعة للتصدي لصناعة الفوضى، ومحاولات السرقة والنهب التي تنفذ أحيانًا بأيدي عصابات محلية، لكنها تحمل بصمات واضحة لدعم وتحريض من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
ويعكس الوسم حالة الوعي الشعبي المتنامي بضرورة حماية الجبهة الداخلية في غزة، التي تعاني من آثار الحرب والحصار، ويدعو المواطنون من خلاله إلى عدم التهاون مع مظاهر الفوضى أو التستر على المتورطين، خصوصًا في ظل تواتر الأنباء عن تورط عملاء للاحتلال في تسهيل أو تنظيم عمليات سرقة، مستغلين الأوضاع الإنسانية الصعبة.
ومن بين الحوادث التي أثارت موجة من الغضب الشعبي مؤخرًا: سرقة مخازن مساعدات إغاثية في شمال غزة، حيث تبين بعد التحقيقات أن بعض المشتبه بهم لديهم سوابق أمنية وارتباطات مشبوهة مع الاحتلال، استغلوا استهداف الأخير للمنظومة الأمنية الفلسطينية بغزة.
وشمل ذلك، تنفيذ عمليات نهب لممتلكات من منازل مدمرة حديثًا، حيث أُبلغ عن سرقة بطاريات وأجهزة إلكترونية من بيوت المواطنين تحت الأنقاض، ما زاد من معاناة العائلات التي لم يتبق لها شيء سوى الركام.
بالإضافة إلى محاولات نشر فوضى في الأسواق المحلية، من خلال افتعال مشاجرات أو إطلاق شائعات عن ارتفاع حاد في الأسعار أو انعدام بعض السلع، ما يؤدي إلى إرباك السوق وزيادة الاحتقان الشعبي.
لجان حماية محلية
الناشط محمد حماد كتب على حسابه على الفيس بوك:" في الوقت الذي يشدد فيه الاحتلال الحصار على غزة حتى بات الغزيون لا يجدون ما يسدون به رمقهم، يطل علينا مجموعات منظمة من عملاء الشاباك الذين يقومون بسرقة لقمة أطفالنا التي بقيت في التكايا ومخازن المؤسسات الدولية ثم يقومون ببيعها بأسعار فاحشة".
ووجه حماد دعوة للمشاركة في الحملة الشعبية للدعوة لتشكيل لجان محلية لحماية ما تبقى من مراكز غذاء بغزة وصون الممتلكات والمرافق العامة والخاصة من اللصوص والعملاء المدفوعين من قبل الاحتلال والذين يهدفون لتعميق الأزمة الإنسانية بسلاح التجويع.
تسنيم البرغوثي كتبت على حسابها على الفيس بوك:" الاحتلال لا يحتاج جنديًا من الداخل إذا وجداً لصاً مدفوعاً بالدولار، مضيفة:" قادرون على حماية شعبنا عبر لجان شعبية في الحواري والمخيمات #لنكن_درعا_للوطن".
حسام العشي كتب:" يدًا بيد لضرب اللصوص وأعوان الاحتلال، دعوات شعبية واسعة لتشكيل لجان حماية مجتمعية في قطاع غزة لحماية الممتلكات العامة والخاصة وتأمين مخازن الغذاء من العبث والنهب، معاً لحماية ما تبقى من قوت شعبنا وصموده في وجه الإبادة والعدوان #لنكن_درعا_للوطن.
وقد شهد الوسم تفاعلاً واسعًا، إذ نشر المواطنون شهادات ومقاطع مصورة لعمليات تصدٍّ لمحاولات سرقة، ومبادرات شبابية لتنظيم لجان حماية في بعض الأحياء، بالتنسيق مع الجهات الأمنية المحلية. كما أكدت وزارة الداخلية في غزة أنها تتابع جميع البلاغات، وتدعو المواطنين للتعاون وعدم التستر على أي متورط.
ويرى مراقبون أن هذه الأفعال لا تأتي بمعزل عن استراتيجية الاحتلال لإضعاف المجتمع الفلسطيني من الداخل. فبعد فشل العدوان العسكري في كسر صمود الغزيين، يعمل الاحتلال على زعزعة الاستقرار الداخلي، وإشغال المواطنين بهموم أمنية ومعيشية يومية تعيق إعادة البناء والتعاون.
لكن تحمل هذه الحملة الشعبية رسالة واضحة: "غزة ليست فراغًا أمنيًا"، وأن الشعب الفلسطيني، برغم الحرب والحصار، قادر على حماية نفسه ومواجهة أي محاولات لإضعاف تماسكه الداخلي.
فلسطين أون لاين