أخبار اليوم - تالا الفقيه - أكدت الدكتورة مرام بني مصطفى، الاستشارية النفسية والتربوية، أن عبارة “لست بخير” التي يرددها كثيرون في لحظات الضيق أو الألم النفسي، لا تُعد مجرد كلمات عابرة، بل تعكس عمقًا نفسيًا واعترافًا داخليًا بمعاناة قد تكون صامتة لفترة طويلة.
وأضافت الدكتورة بني مصطفى أن هذه العبارة تحمل في طياتها طلبًا غير مباشر للمساعدة، حتى لو لم يُصرّح به الشخص بشكل واضح، مشيرة إلى أن التعبير عن المشاعر السلبية يمثل خطوة أولى وأساسية نحو التعافي أو السعي للحصول على الدعم. وقالت: “حين يقول الإنسان إنه ليس بخير، فهو يعترف بمشاعره، ويبدأ في فهم ذاته بشكل أعمق، وهي نقطة انطلاق نحو العلاج النفسي أو إعادة التوازن الداخلي”.
وأوضحت أن “لست بخير” ليست ضعفًا، بل تعبيرًا إنسانيًا طبيعيًا يدل على النضج النفسي، والوعي بالحالة النفسية والجسدية، مؤكدة أن الراحة ليست رفاهية، بل ضرورة من ضرورات العناية الذاتية. وأضافت: “فترة الراحة تمثل إعادة شحن للذهن والعاطفة، وهي استراتيجية فعالة للتكيف مع الضغوط الحياتية والمشاعر المتراكمة”.
وشددت على أن الاعتراف بالحاجة إلى الراحة لا يقلل من قيمة الإنسان أو شأنه، بل يعكس قدرة عالية على الإصغاء للجسد والنفس، مشيرة إلى أن التوقف المؤقت والتأمل في الذات قد يكونان أداة قوية لمواجهة الأزمات بدلاً من إنكارها أو تجاهلها.
وختمت الدكتورة بني مصطفى بالتأكيد على أهمية تعزيز ثقافة الاعتراف بالمشاعر، وتطبيع الحديث عن الضيق النفسي، كجزء من الصحة النفسية السليمة، مشيرة إلى أن “لست بخير” قد تكون المفتاح الأول للعودة إلى التوازن