مدرجات نهائي كأس الأردن بلا شتائم وألفاظ نابية .. وسموّ الروح الرياضية يكتب مشهداً تاريخياً

mainThumb
مدرجات نهائي كأس الأردن بلا شتائم وألفاظ نابية... وسموّ الروح الرياضية يكتب مشهداً تاريخياً

13-05-2025 11:52 AM

printIcon

أخبار اليوم - خاص - في ليلة استثنائية جسّدت أسمى معاني التنافس الشريف، توّج فريق الوحدات بطلاً لكأس الأردن بعد فوزه المستحق على نادي الحسين إربد في مباراة مثيرة جمعت بين المهارة والعزيمة والتاريخ العريق لكلا الفريقين. لكن الحدث الأبرز لم يكن فقط داخل المستطيل الأخضر، بل في مدرجات ستاد عمان الدولي، التي قدّمت درساً في الأخلاق الرياضية وسموّ الروح الجماهيرية، في سابقة تُسجَّل بحروف من ذهب في تاريخ الكرة الأردنية.

فعلى غير المعتاد في مثل هذه المباريات الحاسمة، غابت الشتائم والألفاظ النابية عن المدرجات، وحلّ مكانها التشجيع الراقي والهتافات الوطنية التي وحّدت الجماهير رغم اختلاف الانتماءات الكروية. مشهدٌ قلّما شهدته الملاعب في السنوات الأخيرة، ليبعث برسالة حضارية تؤكد أن الرياضة يمكن أن تكون جسراً للمحبة والسلام والتآخي، لا ساحة للعداوة والتعصب.

وعلى أرض الملعب، قدم الحسين أداءً بطولياً رغم خسارته اللقب، وخرج مرفوع الرأس بعدما كسب احترام الجميع بأدائه القتالي وروحه العالية، بينما أثبت الوحدات جدارته بالتتويج، ليضيف إنجازاً جديداً إلى سجله الحافل، مؤكداً أنه لا يزال رقماً صعباً في معادلة الكرة الأردنية.

الجماهير من كلا الفريقين أجمعت على أن هذه المباراة يجب أن تكون نموذجاً يُحتذى في قادم الأيام، مؤكدين أن الرياضة أكبر من الألقاب، وأن احترام الخصم وجمال التشجيع هو ما يبقى في الذاكرة طويلاً بعد صافرة النهاية.

وفي ختام هذا المشهد المشرّف، وجّه الحضور تحية خاصة للمنتخب الوطني الأردني، مؤكدين أن وحدتهم في المدرجات هي الخطوة الأولى نحو دعم المنتخب في استحقاقاته المقبلة، ومعاهدة أن يبقى التشجيع الحضاري عنوان المرحلة القادمة، وأن يرتقي السلوك الجماهيري ليليق بصورة الأردن المشرقة في المحافل الرياضية.

هكذا سُطرت في نهائي كأس الأردن صفحة جديدة من الروح الرياضية... صفحة نأمل أن تكون بداية دائمة لثقافة جماهيرية تُعلّي شأن الرياضة وتوحّد الصفوف تحت راية الوطن.