أخبار اليوم - صدر حديثا عن دار البيروني للنشر والتوزيع الديوان الشعري الخامس للشاعرة فيلومين نصار – بطشون، بعنوان «سيرياليات من مملكة الوجود»، بعد دواوينيها السابقة: (شرقيةٌ أنا؛ حلوُ المتناقضاتِ أنا: أنامُ فوقَ أرصفة جسدي؛ وشوشاتٌ تحت سقفِ الروح).
كتب الدكتور عمر صبري كِتْمِتّو «يبدأُ الديوان بقصيدةٍ عنوانها (رشفَةٌ من قَطْرِ اللغةِ المُعتَّقة) وتبدأُها الشاعرة بكلمةِ الضاد، وتستخدمُها سلاحًا تُحاربُ به أصنامَ وتماثيلَ الغباءِ، لتُبدِّدَ سيطرةَ قوانينِ الجهلاءِ، لأنهم يبنونَ جدارَ غباءٍ بينهم وبين ترانيم السماء، فيا لها من بدايةٍ ذكيةٍ بانتماءٍ تاريخيٍ للًّغة، جاءتْ لِتُصلحَ العالمَ، بعدما سيطرت عليه أحكامٌ قطَعَتْ او ربما شوَّهَتْ العلاقةَ الإنسانيةَ الروحيةَ الوجودية بين الأرض والسماء!.. وتعبِّرُ عن أحاسيسها بغضبٍ يبدو قويَّ التصميمِ، مشوباً بحنانٍ ووجع إنسانيٍ:
ضادٌ
أحاربُ بها
أصنامَ تماثيلِ الغباءْ
أبدِّدُ سيطرة حُكمِ الجُهَلاءْ
يبنونَ جِدارَ غباءْ
بينَهمْ وبينَ ترانيمِ السماءْ
وبينَ من جَزّوا تخلُّفاً
ضفائرَ النساءْ».
وأضاف: حرِصَتْ الشاعرة المثقفة فيلومين، على التمرُّد حتى على السريالية ذاتها، وجنوحِها للأدب الواقعي، متخذةً في قصائدها الأخيرة، كبارَ كُتَّابِ الأدبِ الروسي العظيم، مصدرًا لموهبتِها الشعرية، فكان كبارُ أساتذتِها تولستوي، وديستويفسكي، وسيِّدُ القصةِ القصيرة الأفضل عالمياً أنطون تشيخوف. واختتمت ديوانها ببابِ القصائد الوطنية التي تحملُ فيها عمقَ أوجاعِ غزة، وحبها لوطنها الأردن.
تقولُ في غزة:
"مصائبٌ فَجَعَتْ أوطاني
نحَرَتْها كما فؤادي في الصميمِ
سمَّرَتْني على أعوادِ المشانقْ
كمجرمٍ في سِجالاتِ القتلِ مُلاحَقْ
أختبىءُ من ذنبي الأثيمِ».