أبو عمرة .. "أصم" ينقل أحداث الإبادة لزملائه في غزَّة وخارجها

mainThumb
أبو عمرة... "أصم" ينقل أحداث الإبادة لزملائه في غزَّة وخارجها

14-07-2025 10:56 AM

printIcon

أخبار اليوم - دفعت أهوال حرب الإبادة الإسرائيلية ضد أهالي غزة، الشاب سليمان سعيد أبو عمرة للمثول أمام واقع جديد يفرض عليه نقل الأحداث الميدانية والمجازر الوحشية اليومية لزملائه "الصم" في غزة وخارجها.

ووجد أبو عمرة (26 عاما) الذي درس مراحله الدراسية في مدرسة الصم بغزة، وتعلم "لغة الإشارة" فيها، ذاته مراسلا صحفيا، لزملائه ومشاهديه الذين يطلعهم يوميا على مستجدات الأخبار وأماكن الخطر والنزوح في القطاع.

ويعتمد في ذلك على "سماعة خاصة في أذنه" وجموع الصحفيين الموجودين في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، ليقوم لاحقا بكتابة تلك المعلومات وترجمتها عبر "لغة الإشارة" لمتابعيه وسط تفاعل واسع ومشاهدات تقدر بالآلاف.

وسخر خريج الدبلوم المتوسط لتكنولوجيا المعلومات هاتفه في توثيق المشاهد والحياة اليومية، ووظف أيضا مهاراته الجامعية في تطوير صفحاته الاجتماعية عبر (تيك توك، انستغرام، واتساب).

وأكد أن ما شجعه على الاستمرار في نقل الأحداث والأخبار اليومية هو زيادة أعداد متابعيه من غزة وحول العالم وهو ما رأه مدخلا لدعم غزة والقضية الفلسطينية.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "هذا واجب يتطلب مني القيام به تجاه زملائي من فئة الصم الذين لا يجيدون بعضهم القراءة أو الكتابة أو ضعاف السمع".

ويضيف: "الصم، هم الفئة التي تدفع الثمن والأكثر تضررا" إزاء استمرار حرب الإبادة التي دمرت جميع مقومات الحياة.

وليس هذا فحسب، بحسب أبو عمرة من سكان مدينة دير البلح، بل إنه من الواجب أيضا أن تعلم هذه الفئة حول العالم عن حرب الإبادة في غزة، والجرائم الإسرائيلية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين والمدارس والمستشفيات.

و(الأصم) هو الشخص الذي لديه مشكلة صحية أو عضوية في جهاز السمع، أما (الأبكم) فهو الذي يعاني من مشاكل في أعضاء إنتاج الكلام، ويبلغ عددهم نحو 20 ألفا في غزة. بحسب معطيات رسمية.

وبالنسبة للشاب الأصم فادي نبيل (25 عاما) فإن المجموعات الإخبارية لزميله أبو عمرة باتت مصدره الأساسي لمعرفة مستجدات الحرب "التي طالت كثيرا"، كما يقول.

ورغم مساعدة ذويه واطلاعه على بعض المخاطر المحيطة به أو في حيه السكني إلا أنه في حديثه لصحيفة "فلسطين" يشكو من صعوبة الحياة المعيشية في ظل حرب الإبادة وتواصل القصف والقتل والنزوح المتكرر وصولا لانتشار الجوع.

يرقد فادي حاليا على سرير المرض بعدما فقد عينه اليسرى إثر إصابته بطلق ناري من قناص إسرائيلي قرب ما يسمى "محور نيتساريم"، ويواجه حاليا ثالوث: الإصابة، الجوع، الإعاقة السمعية.

ولا يأمل أبو عمرة وزملائه إلا بوقف حرب الإبادة وهو ما يتكرر عبر مقاطع الفيديو التي ينشرها يوميا وسط آمال بإنقاذهم من قبل مؤسسات صحية أو دولية لإدخال مستلزماتهم الخاصة؛ لتمكنهم من مواكبة الحياة الصعبة التي أوجدتها حرب الإبادة.

وبحسب مدير جمعية أطفالنا للصم في غزة فادي عابد، فإن هناك ارتفاع ملحوظ في نسب الأفراد الذين يحتاجون لخدمات سمعية من مختلف الفئات العمرية في غز؛ بسبب تزايد مسببات الإعاقة السمعية الناجمة عن ظروف الحرب.

وطالب عابد المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بالضغط على (إسرائيل) للسماح بإدخال السماعات والبطاريات وأجهزة فحص السمع لتلبية الاحتياج المتزايد للأشخاص المعرضين لفقد السمع المؤقت أو الدائم.

 فلسطين أون لاين