عمّان – أخبار اليوم - صفوت الحنيني

أكد سعيد المصري، وزير الزراعة الأردني الأسبق، أن التراجع الحاد في المساحات الخضراء في المملكة يعود إلى عدة أسباب، أبرزها التغيرات المناخية، وتراجع معدلات الهطل المطري، والجفاف الممتد عبر السنوات، وهو ما أثّر بنسبة تصل إلى 60 – 70% على الفضاء البيئي والغابي في مختلف مناطق الأردن، وخاصة في الأطراف والمناطق النائية.

وأوضح المصري، في حديث خاص لـ"أخبار اليوم"، أن بعض الممارسات السابقة التي طالت الغابات من تحطيب جائر، رغم جهود الدولة لمكافحته، ساهمت أيضًا في استنزاف الغطاء النباتي، مشيرًا إلى أن هذا التحدي ليس حكرًا على الأردن، بل يطال مناطق خضراء كبرى في العالم، مثل غابات الأمازون.

وأضاف: "العالم اليوم يتجه إلى تقنيات حديثة للتشجير وإعادة تأهيل الغابات، تعتمد على الحفاظ على الرطوبة في التربة والجذور رغم الجفاف، وهذه الوسائل بدأت دول عديدة تعتمدها، وقد بدأت وزارة الزراعة الأردنية بتبني بعض منها مؤخرًا".

وأشار المصري إلى أن هذه التقنيات "رغم تعقيدها الفني، فإنها واعدة، وقادرة على تحسين الوضع البيئي في الأردن إذا تم دعمها وتمويلها بالشكل الكافي"، منوّهًا إلى ضرورة وجود تعاون إقليمي مشترك في هذا المجال، خاصة في ظل إطلاق مشروع سعودي ضخم لإعادة التشجير في الشرق الأوسط، يمكن أن تستفيد منه المملكة.

كما دعا إلى زيادة التنسيق بين الأردن والسعودية في هذا الملف، مشيرًا إلى أن التمويل والتكنولوجيا قد يكونان متاحين، "لكن الأمر يتطلب تحركًا عمليًا وسريعًا".

وختم المصري بالقول: "علينا أن نعي أن السبب الرئيسي لما نواجهه من انحسار غابي وتراجع بيئي هو التغير المناخي، وبالتالي لا بد من تبنّي خطة وطنية وإقليمية شاملة لإعادة المساحات الخضراء، بما يعيد للأردن توازنه البيئي ودوره الريادي في الحفاظ على الطبيعة".