أخبار اليوم - صفوت الحنيني - أشار الخبير التربوي نور الدين نديم إلى خلل واضح في مخرجات تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس الأردنية، حيث يقضي الطالب 12 عامًا في دراستها، ثم يتخرج غير قادر على إدارة محادثة بسيطة بلغة أصبحت شرطًا أساسيًا للحياة العملية والتواصل العالمي.
وأوضح نديم، خلال حديثه في بودكاست "أخبار اليوم"، أن هذا الواقع يعكس نظامًا تعليميًا يركز على التلقين والحفظ بهدف اجتياز الامتحان، بدلًا من تمكين الطالب من المهارات العملية التي تجعل اللغة أداة للحياة. وأضاف: "مناهجنا للغة الإنجليزية تشبه الكتب النظرية المغلقة، بلا محتوى تفاعلي أو ربط باحتياجات الطالب الواقعية، والنتيجة أن أجيالًا من الطلبة يعرفون القواعد على الورق لكنهم يعجزون عن صياغة جملة أو اجتياز مقابلة عمل باللغة الإنجليزية".
وأكد نديم أن أي لغة لا تُكتسب بالحفظ فقط، بل بالممارسة والتدريب، مشيرًا إلى غياب مختبرات اللغة عن المدارس، وضعف الأنشطة الإبداعية والحوارية التي تُعتبر - في نظر بعض المؤسسات - مضيعة للوقت. وقال: "ما نحتاجه ليس تغيير الكتب فحسب، بل تغيير فلسفة التعليم، وتحويل الصف من ساحة امتحان إلى مساحة تفاعل".
كما دعا نديم إلى إعداد معلمين يمتلكون القدرة والخبرة على تدريب الطلبة على التواصل الشفهي، واعتماد مناهج تقيس القدرة على الاستخدام الفعلي للغة، بدلًا من التركيز على عدد الكلمات المحفوظة. وختم قائلاً: "اللغة الإنجليزية اليوم ليست مجرد مادة نجاح ورسوب، بل هي شرط أساسي للانفتاح على العالم والمنافسة في سوق العمل، وإن لم ندرك ذلك سنظل ندور في حلقة مفرغة من الشكوى ومخرجات بلا جدوى".