(أخبار اليوم – تالا الفقيه)
أكد الناشط الشبابي والحزبي غيث القرالة أن الإصلاح الحزبي ليس مجرد شعار أو بند في أجندة الإصلاح السياسي، بل يمثل ركيزة أساسية لبناء نظام ديمقراطي قوي ومتوازن، مشددًا على أن الحياة السياسية لا يمكن أن تتطور من دون وجود أحزاب قوية تمتلك برامج واقعية ورؤى واضحة قابلة للتطبيق، وتقدم حلولًا عملية حقيقية للتحديات الوطنية.
وأوضح القرالة أن الأحزاب ليست مجرد تجمعات موسمية تنشط في فترة الانتخابات، بل هي مؤسسات وطنية تعمل على بلورة الأفكار وتحويلها إلى خطط قابلة للتنفيذ، إضافة إلى دورها في تأهيل قيادات شابة قادرة على إدارة الشأن العام بكفاءة ومسؤولية.
وأشار إلى أن جوهر الإصلاح الحزبي يكمن في الانتقال من الاعتماد على الأفراد أو العلاقات الشخصية في العمل السياسي إلى الاعتماد على البرامج والمبادئ والقدرات المؤسسية، مؤكدًا أن ذلك يتطلب بيئة سياسية وتشريعية داعمة، عبر قوانين انتخابية تعزز الحزبية وتشجع المواطنين على الانخراط في العمل العام، وتتيح للأحزاب فرصة الوصول إلى البرلمان والحكومات عبر منافسة عادلة.
وبيّن أن مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية أسهمت في إدخال تعديلات جوهرية على قانوني الانتخاب والأحزاب، لكنها تحتاج إلى مزيد من التطوير بما يمنح الأحزاب مساحة أوسع للعمل داخل الأردن.
وختم القرالة بالقول إن وجود أحزاب قوية وفاعلة سينعكس إيجابًا على جميع مفاصل الدولة من خلال رفع مستوى الحوار السياسي، وتعميق ثقافة المساءلة، وخلق توازن بين السلطة والمعارضة، ما يضمن استمرار عملية الإصلاح، ويشكل صمام أمان للديمقراطية وجسر عبور نحو دولة القانون والمؤسسات.