أخبار اليوم – أثار تصريح رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، حول ما وصفه بـ"المهمة الدينية التاريخية" لتحقيق "إسرائيل الكبرى"، موجة استياء واسعة في الأردن، لما تحمله هذه الفكرة من تهديد مباشر لأمنه وسيادته. المشروع الذي تحدث عنه نتنياهو يتجاوز حدود فلسطين التاريخية ليشمل سيناء المصرية وشرق النيل، ويمتد إلى جنوب سوريا (حوران والجولان) وجنوب لبنان حتى نهر الليطاني، وصولًا إلى مناطق شمال غرب السعودية (تبوك ونيوم)، فضلًا عن كامل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948، وهو ما يجعل الأردن، وفق هذه الخرائط، جزءًا أساسيًا من هذا المخطط.
الوزير الأسبق ممدوح العبادي، وفي حديث إذاعي صباحي، أكد أن ما قاله نتنياهو ليس جديدًا، وأن التركيز على شخصه خطأ، لأنه يعبر عن عقيدة سياسية يتبناها أغلب الشعب اليهودي، وليست مجرد رؤية فردية، مذكرًا بأن نتنياهو نشر عام 1993 كتابًا بعنوان "مكان تحت الشمس" دعا فيه صراحة إلى إقامة "إسرائيل الكبرى"، وهي الأفكار التي ظل يُنتخب على أساسها حتى اليوم. وأوضح العبادي أن الأردن هو المستهدف الأول في هذا المشروع، وأن المسؤولية التاريخية تفرض التعامل مع هذا التهديد بجدية، بدل الاكتفاء ببيانات الاستنكار التي لا تغيّر شيئًا، داعيًا إلى تعزيز الجبهة الداخلية وتجميد الخلافات الكبرى، وتمكين المواطنين من معرفة عقلية الاحتلال عبر تعليم اللغة العبرية كما يفعل الإسرائيليون مع العربية، والتفكير في إعادة التجنيد الإجباري ولو لفترة قصيرة لتعزيز القدرات الدفاعية، إلى جانب اتخاذ قرارات سياسية جادة مثل إعلان حالة الطوارئ وعقد دورة استثنائية لمجلس النواب تخصص بالكامل لمناقشة القضية الفلسطينية، والتحرك دبلوماسيًا عبر الدعوة لقمة عربية في عمان لضمان وجود الأردن على طاولة أي مفاوضات تخص فلسطين. وختم العبادي بالقول: "لا أطالب بالهجوم على إسرائيل، لكن يجب أن نكون مستعدين لحماية أنفسنا إذا وصل الخطر إلى أبوابنا، فما نراه اليوم على حدود غيرنا قد نراه في ديارنا غدًا إن لم نستعد".