أخبار اليوم - تتميز محافظة الطفيلة بطبيعتها الخصبة التي تجعلها مركزًا زراعيًا بارزًا لإنتاج الفواكه، حيث تنتشر زراعة الجوافة والبرتقال والليمون في مناطق مثل قرقور وعفرا والبربيطة على مساحات شاسعة، مما يجعل القطاع الزراعي ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي، إذ يوفر فرص عمل لأصحاب البساتين والعاملين المرتبطين بهم، ومع ذلك؛ تبقى هذه الفرص محدودة بسبب ضعف التسويق الذي يعيق استغلال الإمكانات الكاملة لهذا القطاع، فالمزارعون يواجهون تحديات كبيرة تتمثل في تسويق منتجاتهم داخل المحافظة وخارجها، ويقتصر البيع غالبًا على الأسواق المحلية بكميات محدودة، مما يؤدي إلى فائض إنتاج لا يجد منافذ استهلاك كافية، فضلاً عن ارتفاع تكاليف النقل وتكدس الديون وارتفاع إيجارات الأراضي الزراعية.
ويعاني مزارعون من غياب استراتيجيات تسويق فعالة، إذ يضطر الكثير منهم إلى استخدام منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وواتساب لعرض منتجاتهم، محاولين الوصول إلى عملاء في مدن مثل عمان والعقبة، لكن هذه الجهود تبقى محدودة الأثر، ولا تمثل حلاً جذريًا لمشكلة التسويق.
وأعرب المزارع أحمد العوران عن الحاجة الماسة إلى دعم تسويقي يظهر جودة المنتجات الطازجة والصحية التي تنتجها المحافظة، مشيرًا إلى أن نقص الترويج يقلل من العوائد الاقتصادية ويهدر جهود المزارعين، فيما أشار المزارع محمود المزايدة من منطقة قرقور إلى التحديات التي تواجه مزرعته للجوافة والبرتقال والليمون، موضحًا أن الإنتاج الكبير لا يقابله استهلاك محلي كافٍ، مما يدفع المزارعين إلى نقل منتجاتهم خارج المحافظة، لكنهم يواجهون كلفة نقل مرتفعة لا تتناسب مع تكاليف الإنتاج، مما يفاقم من صعوباتهم المالية.
في المقابل؛ تعمل مديرية زراعة الطفيلة على دعم المزارعين من خلال تطوير البنية التحتية الزراعية، حيث تقوم ببناء مبانٍ صديقة للبيئة، وتنظيم دورات تدريبية تهدف إلى تحسين كفاءة استخدام المياه ومكافحة الآفات بالتعاون مع منظمات دولية مثل الفاو، كما تسعى إلى فتح أسواق جديدة لتسويق المنتجات الزراعية، حيث تشير تقديرات غير رسمية إلى أن إنتاج الجوافة والبرتقال والليمون في مناطق قرقور وعفرا يصل إلى حوالي 2000 طن سنويًا، مما يعزز مكانة الطفيلة كمنافس قوي في السوق المحلي، لكن نقص التجهيزات في أسواق الجملة، مثل غياب مرافق التخزين البارد، يزيد من مخاطر تلف المنتجات، مما يؤثر سلبًا على جودتها وقيمتها التجارية.
وأوضح مدير زراعة الطفيلة المهندس بلال الهلول أن فرق المديرية تواصل جهودها لدعم المزارعين من خلال توفير حلول مبتكرة لتحسين الإنتاج الزراعي، حيث تركز على إدخال تقنيات حديثة للري الدقيق، وتزويد المزارعين بأصناف محاصيل مقاومة للظروف المناخية، بالتعاون مع مراكز بحوث زراعية، لضمان جودة عالية لمحاصيل الجوافة والبرتقال والليمون التي تشتهر بها المحافظة.
وأضاف الهلول أننا نعمل أيضًا على دراسة خطط مهمة في مراحل الإنتاج والتسويق لهؤلاء المزارعين من خلال إنشاء مرافق تخزين مبردة، وتسهيل وصول المنتجات إلى الأسواق الوطنية والإقليمية، مما يساعد في تقليل الفاقد من المحاصيل، وزيادة القدرة التنافسية لمنتجات الطفيلة، مع خطط لإطلاق مبادرات تسويقية تشمل منصات رقمية محلية لربط المزارعين بالعملاء مباشرة.
وتتطلب معالجة هذه التحديات استراتيجيات شاملة، تشمل إنشاء تعاونيات زراعية محلية تجمع المنتجات وتسوقها في أسواق وطنية وإقليمية، إلى جانب تطوير منصة إلكترونية مدعومة حكوميًا لعرض منتجات المحافظة، كما يمكن للشراكات مع القطاع الخاص أن تسهم في إنشاء مرافق تخزين حديثة وتسهيل نقل المنتجات إلى أسواق خارجية، مما يعزز الاقتصاد المحلي، ويحقق عوائد مالية أفضل للمزارعين، ويضمن ديمومة القطاع الزراعي في الطفيلة.