الغصون: الذكاء الاصطناعي أداة حاسمة للتنبؤ بالتغيرات المناخية في الأردن

mainThumb
الأكاديمية والباحثة المتخصصة في هندسة الميكاترونكس، الدكتورة عالية الغصون

22-08-2025 01:44 PM

printIcon

أخبار اليوم – تائر الفقيه - قالت الأكاديمية والباحثة المتخصصة في هندسة الميكاترونكس، الدكتورة عالية الغصون، إن التغير المناخي في الأردن بات تحت "المجهر الرقمي"، حيث نشهد مواسم مطرية غير منتظمة، وارتفاعًا متسارعًا في درجات الحرارة، إضافة إلى سيول مفاجئة تضرب المدن والوديان، مؤكدة أن الاعتماد على التنبؤات الجوية التقليدية لم يعد كافيًا لمواجهة هذه التحديات.

وأوضحت الغصون أن محدودية الموارد المائية وحاجة الأردن الكبيرة إلى الزراعة والطاقة المتجددة تجعل امتلاك أدوات تنبؤ دقيقة أمرًا ضروريًا، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يقدم نفسه كحليف جديد قادر على جمع وتحليل البيانات من الأقمار الصناعية ومحطات الرصد وأجهزة الاستشعار، لتوليد نماذج أكثر دقة من الأساليب التقليدية.

وأضافت أن الابتكارات العالمية في هذا المجال تتسارع، فهناك نماذج قادرة على التنبؤ بالأمطار الغزيرة قبل ساعات من حدوثها، ما قد يسهم في إنقاذ الأرواح من السيول المفاجئة، ومشاريع تتيح إجراء التوقعات باستخدام حواسيب شخصية بدلًا من الحواسيب الفائقة الباهظة، في حين طورت "جوجل" أنظمة قادرة على توقع أحداث مناخية نادرة ومتطرفة قبل أسبوع من وقوعها.

وأكدت الغصون أن توظيف هذه التقنيات في الأردن سيمكن من التنبؤ بموجات الحر والعواصف الرملية بشكل أدق، وتوجيه التحذيرات للمزارعين والسلطات، فضلًا عن إدارة القطاعات المرتبطة بالمناخ، مثل تحديد أفضل أوقات الزراعة، وتقدير إنتاجية الطاقة الشمسية والرياح، ورسم خطط لمواجهة موجات الجفاف، ما يفتح الباب أمام اقتصاد أكثر مرونة، وأمن غذائي ومائي أقوى.

لكنها شددت في الوقت ذاته على أن الطريق ما زالت مليئة بالتحديات، إذ يحتاج الأردن إلى بنية تحتية رقمية متطورة، وقواعد بيانات مناخية دقيقة، بالإضافة إلى تدريب متخصصين قادرين على تطوير وتشغيل هذه النماذج، مع تعزيز التعاون بين الجامعات والحكومة والقطاع الخاص لتوظيف هذه التقنيات بما يخدم المصلحة الوطنية.

وختمت الغصون بالتأكيد أن السؤال لم يعد: هل حان وقت استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالتغيرات المناخية؟ بل الجواب أصبح: "نعم، وبأسرع وقت"، لأن كل تأخير يعني استمرار الخسائر من السيول والجفاف والحرائق، بينما الذكاء الاصطناعي يمنح الأردن فرصة للتخطيط المسبق والتكيف الذكي مع التغير المناخي، معتبرة ذلك استثمارًا في الأمان البيئي والاقتصادي والاجتماعي للأجيال القادمة.