أخبار اليوم - انطفأت شعلة الحيوية لدى الطفلة أمال البيوك، بعد أن كانت لا تتوقف عن اللعب واللهو صباحًا ومساءً، ليحل محلها الخمول والوهن.
السبب هو المجاعة التي تضرب قطاع غزة منذ ستة أشهر، والتي ترافقها مع نزوح أمال برفقة أسرتها من مدينة خانيونس التي اجتاحها الاحتلال الإسرائيلي، وكان وقع ذلك ثقيلاً على الأسرة.
فقدت أسرة البيوك بعد نزوحها منزلها ومحل الزجاج الذي يملكه رب الأسرة جواد، لتقيم حاليًا في خيمة في نواصي خانيونس، في ظروف اقتصادية بالغة السوء، ترافقت مع المجاعة التي تضرب القطاع، ليصبح الطعام سلعة باهظة الثمن وغير متوفرة.
يقول جواد البيوك لـ "فلسطين أون لاين": "أعيل أسرة من تسعة أفراد، أصغرهم أمال، وفي ظل المجاعة أصبحت كغيري من أهل قطاع غزة غير قادر على توفير الطعام لهم، ما كان له أثر سلبي جدًا على صحة أمال".
بدأت حالة الطفلة أمال الصحية تتدهور، وفقدت جزءًا كبيرًا من وزنها. ولكون عمرها 12 عامًا، أي أكبر من الفئة المستهدفة لدى المؤسسات المعنية بسوء التغذية (التي تعالج الأطفال من سن شهور حتى خمس سنوات)، لم يتمكن والدها من الحصول على مكملات غذائية لها من تلك المؤسسات.
ويشير جواد إلى أن طفلته أصبحت تعاني من الخمول وتقضي أغلب نهارها نائمة، فقدت أكثر من نصف وزنها وتحولت إلى هيكل عظمي. وما زاد المشكلة تعقيدًا أن الأطباء اكتشفوا إصابتها بـ"حساسية القمح"، ما يتطلب حليبًا ودقيقًا خاصين غير متوفرين حاليًا في الأسواق.
ويضيف: "أمال تقضي فترات طويلة في المستشفى في قسم سوء التغذية، لكن دون فائدة، فهي بحاجة إلى فيتامينات وبروتينات غير متوفرة، وطعام صحي خاص لا أستطيع توفيره".
ويشرح قائلاً: "مثلاً، فاكهة التين سعر الأوقية الواحدة ثلاثين شيكل، أما كيلو الطماطم فقرابة المئة شيكل. أنا غير قادر على توفيرها لها إلا نادرًا، وعلى حساب بقية أشقائها".
وبسبب عدم حدوث تحسن في حالتها الصحية، وتخوف الأطباء من مضاعفات حساسية القمح وسوء التغذية، فقد أقروا لها تحويلة علاج للخارج منذ قرابة شهرين، لكن في ظل إغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمعابر لم تسافر حتى اللحظة.
ويعرب والدها عن أمله في أن تساهم المؤسسات الصحية الدولية في إجلاء ابنته بأسرع وقت ممكن قبل حدوث ما لا يحمد عقباه في وضعها الصحي، قائلاً: "أرجو من كل شعوب العالم أن تنظر إلى أطفالنا بعين الرحمة، وأن توفر لهم الطعام والشراب والخدمات الصحية".
فلسطين أون لاين