أخبار اليوم  – أطلقت وزارة البيئة مبادرة لتوزيع أكياس قماشية مدعومة على الأسر الأردنية، بواقع 3 أكياس لكل عائلة وبسعر لا يتجاوز 10 قروش للكيس، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام والحد من النفايات المنتشرة في الشوارع والأماكن العامة. المبادرة التي رُوِّج لها كإجراء عملي لحماية البيئة تحوّلت إلى محور نقاش واسع في الشارع الأردني، حيث تعددت ردود فعل المواطنين بين مؤيد يرى فيها تجربة حضارية تستحق التشجيع، وناقد يتساءل عن أولويات الإنفاق وجدوى المشروع في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

مواطنون اعتبروا أن تعميم الأكياس القماشية ممارسة متقدمة تُقارب ما تقوم به دول متقدمة نجحت في خفض النفايات عبر تغيير سلوك المستهلك، ورأوا أن الدعم الحكومي وتوفير البديل الرخيص يشجع على اصطحاب الحقيبة القماشية وإعادة استخدامها، بما ينعكس إيجابًا على نظافة المدن وصحة البيئة. في المقابل، تركزت ردود فعل واسعة حول تفاصيل التمويل والشراء، وهوية الجهة التي حصلت على عطاء التصنيع، إضافة إلى آلية التوزيع وحصة الأسر الكبيرة والجودة المتوقعة والعمر التشغيلي للحقيبة.

وردود فعل أخرى طرحت مخاوف من أن تتحول الخطوة لاحقًا إلى فرض رسوم على الأكياس البلاستيكية أو إلى تلزيمات تجارية تعود بالنفع على جهات محددة، فيما دعا البعض إلى تحويل الموارد لبرامج أكثر أولوية مثل دعم سلع أساسية أو زيادة الرواتب، أو إلى مشاريع بيئية أوسع كالتشجير وإغلاق تدريجي لمصانع الأكياس البلاستيكية.

وتكشف هذه المواقف أن نجاح المبادرة يعتمد على وضوح خطتها التنفيذية والمالية، وربطها بحملات توعية وتطبيق صارم لقوانين النظافة، بحيث لا تبقى “3 أكياس لكل عائلة” مجرد عنوان لافت، بل خطوة عملية ضمن سياسة شاملة لإدارة النفايات وحماية البيئة تراعي في الوقت نفسه الضغوط المعيشية للأسر الأردنية.