أخبار اليوم – سارة الرفاعي - قال المحامي محمد الصبيحي إن ما رافق نتائج المباراة الأخيرة وما تبعها من تشكيك تحكيمي، أو حديث عن أخطاء تحكيمية، ترك انطباعات سلبية لدى شريحة من الجمهور الأردني، واستغلته جهات معروفة بمحاولاتها الدائمة لتأجيج الكراهية وبث حالة من النقد والخصومة بين الشعبين الأردني والمغربي، مؤكداً أن هذا المسار مرفوض أخلاقياً ووطنياً ولا يخدم الرياضة ولا العلاقات العربية.
وأوضح الصبيحي أن تفهّم مشاعر الشباب الذين صُدموا بالنتيجة وكانوا على مقربة من الفرح بالكأس أمر مشروع، إلا أن ذلك لا يبرر بأي حال من الأحوال الانزلاق إلى الإساءة للشعب المغربي ككل، مشيراً إلى أن تعميم الاتهامات والشتائم يمثل ظلماً واضحاً لشعب لم يكن لاعباً في الملعب، ولم يكن حكماً، ولم تُجرَ المباراة على أرضه، وبالتالي لا علاقة له بما حدث داخل المستطيل الأخضر.
وأضاف أن ما وصل إليه من رسائل وعتب صريح من أصدقاء مغاربة يعكس حجم الصدمة من بعض العبارات المسيئة التي طالت الشعب المغربي، مبيناً أن هذه الممارسات، حتى لو صدرت عن مئات التعليقات، لا تمثل الأردنيين ولا أخلاقهم، وغالباً ما تكون نتاج تحريض منظّم يسعى لضرب العلاقات بين أي شعبين عربيين، مؤكداً أن المسؤولية عند وجود أخطاء تبقى على الجهاز التحكيمي وحده، لا على الشعوب.
وتحدث الصبيحي عن عمق العلاقة الأردنية المغربية، مستحضراً تجربته الشخصية كأحد الطلبة الأردنيين الذين درسوا في المغرب في سبعينيات القرن الماضي، حيث حظي الطلبة الأردنيون، على حد وصفه، باستقبال كريم ورعاية استثنائية ومنح دراسية وعناية أكاديمية لم يكن لها مثيل، في مبادرة خالصة من مؤسسات مغربية رسمية، عكست محبة صادقة وتقديراً خاصاً للأردن وأبنائه.
وأشار إلى أن هذه العلاقة التاريخية المتينة لا يمكن أن تهزها زوبعة عابرة أو موجة انفعال مؤقتة، مؤكداً أن السلوك الرسمي والقيادي يعكس دائماً مستوى الوعي والسمو في التعامل، مستشهداً بمبادرة جلالة الملك بتهنئة المنتخب المغربي، ومبادرة سمو ولي العهد، ومنح المدرب المغربي الجنسية الأردنية في لفتة ذات دلالات إنسانية ونفسية عميقة، تؤكد أن الرياضة مساحة للتقارب لا للتنافر.
وختم الصبيحي حديثه بالتأكيد على أن تقييم الأداء التحكيمي متروك للخبراء، أما الإساءة للشعوب ففعل مدان ومرفوض، مشدداً على أن ما يجمع الأردن والمغرب أكبر من مباراة، وأبقى من نتيجة، وأرسخ من انفعال عابر.