أخبار اليوم - عواد الفالح - تحوّلت مشاهد تفريغ حاويات النفايات في عدد من مناطق العاصمة ومحافظات أخرى إلى حالة جدلية متكررة، بعد تداول مقاطع تُظهر بقاء النفايات متناثرة في محيط الحاويات وتركها أحيانًا في منتصف الشارع، بما يعيق حركة المركبات ويحوّل المكان إلى بؤرة مكاره صحية.
شكاوى مواطنين رصدت ما وصفوه بسوء إدارة عملية التفريغ، مؤكدين أن بعض مركبات جمع النفايات تغادر الموقع فور الانتهاء من التفريغ دون إعادة الحاويات إلى أماكنها أو معالجة ما يتناثر من نفايات على الأرض، ما يفاقم مشكلة الروائح وانتشار الحشرات، ويترك أثرًا سلبيًا مباشرًا على السلامة المرورية والبيئة المحيطة.
في المقابل، يرى مواطنون آخرون أن تحميل عمال الوطن أو سائقي الضاغطات كامل المسؤولية فيه قدر من الإجحاف، معتبرين أن ثقافة رمي النفايات خارج الحاويات، أو إرسال أطفال لرمي الأكياس دون التأكد من وضعها داخل الحاوية، تمثل سببًا رئيسيًا في تفاقم المشكلة، إلى جانب قيام بعض الباحثين عن الخردة بنبش الحاويات وترك محتوياتها متناثرة.
ويشير عدد من المتابعين إلى أن آلية العمل الحالية تقوم على توزيع المهام، حيث تقتصر مهمة مركبات الضاغطة على تفريغ الحاويات، بينما يتولى عمال النظافة الراجلة تنظيف محيطها، إلا أن غياب التنسيق أو النقص في الكوادر، وفق شكاوى متكررة، يؤدي إلى بقاء المواقع على حالها لساعات طويلة.
كما أثيرت تساؤلات حول دور الرقابة الميدانية، وغياب حلول هندسية وتنظيمية لمواقع الحاويات، إضافة إلى عدم تعقيمها أو غسلها بشكل دوري، وترك بعضها متهالكًا أو موضوعًا في أماكن غير ملائمة داخل حيز الطريق العام.
وتتفق آراء واسعة على أن المشكلة لم تعد حالة فردية أو استثناءً عابرًا، بل ظاهرة متكررة تحتاج إلى معالجة شاملة، تبدأ بتوضيح المسؤوليات، وتعزيز الرقابة والمساءلة، وتحسين آليات العمل، إلى جانب رفع مستوى الوعي لدى المواطنين بضرورة الالتزام بوضع النفايات داخل الحاويات بطريقة سليمة.
ويبقى السؤال المطروح: هل الخلل في التنفيذ والمتابعة، أم في السلوك العام، أم في غياب منظومة متكاملة تُنهي فوضى ما بعد تفريغ الحاويات وتعيد للنظافة العامة صورتها التي يستحقها الشارع الأردني؟