عمّان – أخبار اليوم
قدّم خريجون قدامى من أبناء المتقاعدين العسكريين رواية تفصيلية عن معاناتهم المستمرة في البحث عن فرص عمل عادلة، مؤكدين أنّ سنوات الدراسة والاجتهاد لم تشفع لهم في الحصول على وظائف تحفظ كرامتهم وتسمح لهم بخدمة وطنهم.
وأوضح هؤلاء الخريجون أنّ أبناء القرى النائية يواجهون عقبات مضاعفة تحول دون حضور الدورات التدريبية أو الالتحاق ببرامج التأهيل، فالكلفة العالية للتنقّل وشروط العمر الصارمة تقف حائلًا أمام طموحاتهم، بينما رواتب التقاعد العسكري لا تكفي لتغطية الأساسيات، ما يجعل أي التزام إضافي عبئًا يفوق قدرتهم.
وأشاروا إلى أنهم لم يتقاعسوا عن السعي والعمل، بل طرقوا الأبواب وبذلوا جهودًا كبيرة، غير أن الفرص بقيت محدودة، فيما تُقدَّم للمسؤولين صورة وردية بعيدة عن الواقع الذي يعيشه أبناء القرى والبلدات النائية.
وانتقد الخريجون بشدة نظام الامتحان التنافسي المعتمد للتوظيف، معتبرين أنه فقد هدفه الحقيقي كأداة لقياس القدرات وأصبح وسيلة لإقصاء الكفاءات. وأكدوا أن الامتحان “يجب أن يكون أداة لتشخيص مواطن الضعف ومعالجتها، لا حكمًا بالإبعاد”، مشيرين إلى أن كثيرًا من المؤهلين يُرفضون لمجرد عدم تحقيق علامة مرتفعة، من دون أي برنامج لاحق للتأهيل أو التدريب.
وأضافوا أن المتقدمين للوظائف أصبحوا “سجناء أرقام وأدوار انتظار وقرارات غير مفهومة”، لافتين إلى أن غياب الشفافية يضاعف من معاناة الشباب، وقالوا ساخرين إن “شفافية زجاج سيارة مظللة قد تكون أوضح من بعض القرارات الحكومية”.
وأكد خريجو أبناء المتقاعدين العسكريين أنهم ما زالوا يحملون حلمًا كبيرًا لخدمة الأردن ورفع اسم الوطن، لكنهم بحاجة إلى فرصة عادلة تعيد الأمل وتضمن حقهم في التوظيف، مشددين على أن المشكلة لا تكمن في طموح الشباب ولا في استعدادهم للعمل، بل في منظومة توظيف تحتاج إلى إصلاح جذري يعيد الاعتبار للكفاءة والعدالة بعيدًا عن البيروقراطية وتعقيدات الامتحانات.