ناعور – عمان - أخبار اليوم
كانت أحراش ناعور لعقود طويلة واحدة من أبرز المساحات الخضراء في العاصمة عمّان ومتنفسًا طبيعيًا لأهل المنطقة وزوارها، لكن المشهد تغيّر اليوم بشكل لافت، بعدما تحولت الغابة التي كانت تضم آلاف الأشجار من السرو والصنوبر إلى أرض جرداء تكاد تخلو من الغطاء النباتي.
تاريخ من الخضرة
تعود زراعة الأشجار في ناعور إلى منتصف القرن الماضي، عندما أطلقت وزارة الزراعة حملات تشجير واسعة في المنطقة، جعلت منها وجهة بيئية وسياحية مميزة. وكانت الأحراش تشكّل نقطة جذب للرحلات العائلية ولطلبة المدارس والجامعات، إضافة إلى كونها رئة طبيعية تساهم في تنقية الهواء وتلطيف المناخ المحلي.
عوامل التدهور
يرجع خبراء بيئيون تراجع أحراش ناعور إلى عدة أسباب، أبرزها:
• الحرائق المتكررة، والتي اندلع العديد منها نتيجة الإهمال أو الاستخدام الخاطئ للنار.
• القطع الجائر للأشجار بهدف التدفئة أو لأغراض تجارية.
• ضعف برامج الحماية والتأهيل، إذ لم تحظَ عمليات الزراعة السابقة بالمتابعة المستمرة اللازمة.
آثار بيئية واجتماعية
تدهور الأحراش انعكس سلبًا على البيئة المحلية، حيث تراجع التنوع الحيوي، واختفت أنواع من الطيور والحيوانات الصغيرة التي كانت تستوطن الغابة. كما زادت معدلات انجراف التربة وفقدان خصوبتها، في الوقت الذي فقد فيه سكان المنطقة متنفسهم الطبيعي الوحيد تقريبًا.
مطالب بخطة إنقاذ
يطالب ناشطون بيئيون وأبناء المنطقة بضرورة إطلاق خطة وطنية شاملة لإعادة إحياء أحراش ناعور، تقوم على:
• إعادة التشجير باستخدام أنواع محلية مقاومة للجفاف.
• فرض رقابة صارمة على أي تعديات أو عمليات قطع.
• إشراك المجتمع المحلي في مبادرات حماية وصيانة الأحراش.
• وضع استراتيجيات زراعة مستدامة تضمن بقاء الغابة وحمايتها للأجيال القادمة.
إرث بيئي مهدد
تحوّل أحراش ناعور إلى أرض جرداء يمثل – بحسب مختصين – جرس إنذار لمصير باقي الغابات في الأردن، إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة للحفاظ عليها. فالمشهد لم يعد يقتصر على خسارة أشجار، بل على فقدان إرث بيئي وسياحي واجتماعي كان يشكل جزءًا من هوية المكان