غوشة: عمان تملك مقومات المدينة الذكية وتحتاج لتحديث البنية التحتية

mainThumb
غوشة: عمان تملك مقومات المدينة الذكية وتحتاج لتحديث البنية التحتية

08-10-2025 01:11 PM

printIcon

أخبار اليوم - تشهد العاصمة عمان خطوات متسارعة نحو دخول عصر المدن الذكية، وسط مطالبات متزايدة بضرورة إعداد بنية تحتية متطورة وخطط واضحة قادرة على مواكبة التطورات العالمية في هذا المجال.

ورغم الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة، ما تزال المدينة بحاجة إلى رؤية تكاملية توحد الجهود الحكومية والخاصة والمجتمعية، لتتحول إلى نموذج حضري ذكي يواكب احتياجات السكان ويحسن جودة حياتهم.

وأكد نقيب المهندسين، المهندس عبد الله غوشة، في تصريحات لـ "الرأي"، أن عمان تملك المقومات التي تؤهلها لتكون مدينة ذكية وفق المعايير العالمية، لكنها بحاجة إلى تطوير أنظمتها وتحديث بنيتها التحتية بما يتماشى مع التطورات الحديثة في مجالات الطاقة والاستدامة وشبكات الاتصال. وأضاف:

"المدينة الذكية لا تعني بالضرورة إدخال التكنولوجيا وحدها في حياتنا، بل هي مفهوم أشمل، يعيد صياغة العلاقة بين المواطن والمدينة، لتكون أكثر كفاءة واستجابة لاحتياجات سكانها، وأكثر قدرة على إدارة مواردها".

وأشار غوشة إلى أن النقابة، عبر أذرعها العلمية والمهنية، شريك أساسي في صياغة الرؤى والخطط التي تدفع عجلة التحديث، من خلال الخبرات والاستشارات والدراسات والمبادرات التي تخدم الوطن والمجتمع.
وأوضح أن النقابة تعمل مع أمانة عمان لتطوير الكودات الهندسية لتواكب التطور التكنولوجي، مؤكداً أن "النقل والمرور من أبرز التحديات التي تعيق استكمال معايير المدينة الذكية".

وشدد على أن نجاح المشروع لن يتحقق إلا من خلال تعاون مشترك بين جميع الأطراف: من نقابة وأمانة عمان، والحكومة، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، والمواطنين.
وأشار إلى أن خارطة الطريق للمدينة الذكية ليست وثيقة نظرية، بل رؤية متكاملة تقوم على التخطيط الحضري السليم، والتصميم المعماري المبتكر، والهندسة المستدامة، والإدارة الرشيدة.

من جانبه، قال رئيس الشعبة المعمارية في النقابة، المهندس عماد الدباس، إن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي يرسمان اليوم ملامح مدن المستقبل، مؤكداً أن عمان بحاجة إلى الاستثمار في هذه المجالات لتكون أكثر قدرة على المنافسة إقليمياً وعالمياً.
وأضاف أن هناك تجارب عربية رائدة في هذا المجال، في السعودية وقطر ومصر، يمكن الاستفادة منها في بناء تجربة أردنية متميزة.

ولفت الدباس إلى أن الشعبة تسعى إلى رفع وعي المهندسين الشباب والمجتمع بمفاهيم العمارة المستدامة، والمدن الذكية، والنقل المستدام، والمباني الخضراء، مؤكداً أهمية التخصصات الدقيقة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي في إدارة المدن، والطاقة المتجددة، والتحول الرقمي في التصميم العمراني.

بدوره، أوضح رئيس لجنة التخطيط والتصميم الحضري، الدكتور خالد المومني، أن المدينة الذكية ليست مجرد أنظمة رقمية أو حلول إلكترونية، بل هي "فكر ورؤية تهدف إلى أنسنة التكنولوجيا، وجعلها أداة لخدمة المجتمع، وتحسين جودة الحياة، وإدارة الموارد بكفاءة".
وأشار إلى أن اللجنة ستواصل في المرحلة المقبلة مناقشة ملفات مهمة تتعلق بالتخطيط الحضري المستدام، وإدارة البنية التحتية والخدمات، واستعمالات الأراضي.

وشدد على أن مشروع المدينة الذكية في عمّان يحتاج إلى بنية تحتية تقنية متطورة، وإلى تدريب وتأهيل الكوادر الهندسية لمواكبة التطور العالمي، إلى جانب تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتسريع وتيرة الإنجاز.

ويتفق الخبراء على أن العاصمة عمان تملك مقومات واعدة لتكون نموذجاً حضرياً متقدماً، لكن نجاح المشروع مرهون بوضع خطط تنفيذية عملية، وإرادة حقيقية لتبني التحول الرقمي بشكل شامل، ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين واقتصاد المدينة.

"الرأي"