نيفين العياصرة
اليوم قرأت بيان الأخ المحامي زيد العتوم معلنًا عدم ترشحه لقيادة حزب مبادرة، عرفت هذا الرجل في فترة الانتخابات وكنت من داعميه رغم ما سبب لي ذلك من صعوبات؛ لأنه يمثل رؤية تشريعية نادرة ووعيًا سياسيًا نفتقده اليوم في مجلس العشرين، كلما أنظر إلى المجلس أتمنى لو كان العتوم حاضرًا لما غاب الحكمة والاحترافية بهذا الشكل اللافت.
لاحقًا وبعد أن تسلم الأمانة العامة لحزب إرادة بدا في البداية صارمًا وحازمًا لدرجة قاسية لكن مع مرور الوقت اتضح أن ما فعله كان لازمًا لإعادة ترتيب الأوراق وتنظيم الحزب على أسس مهنية راسخة بعيدًا عن أي حسابات شخصية.
خلال عام من قيادته تحمل تبعات اختلالات الماضي، واستمع للأعضاء، وزار المحافظات، وواجه الثغرات التي طالما عانى منها الحزب، مقدمًا حلولًا عملية ورؤية مستقبلية واضحة.
ساهم العتوم في صياغة النظام الأساسي الذي أعتبره دستورًا متقدمًا لحزب مبادرة، وقدم أفكارًا وسيناريوهات وطنية استراتيجية تخدم الوطن والمجتمع، واليوم يترجل الفارس عن حصانه تاركًا المجال للآخرين كي يبرزوا قدراتهم، مثبتًا أنه قائد حقيقي لا يحتكر السلطة إنما يترك أثرًا خالدًا ويلهم الآخرين.
واليوم حين يترجل الفارس عن حصانه، لا يترك فراغا إنما يترك إرثًا ومثالًا يُحتذى به لكل من يسعى للقيادة الحقيقية، لكل من يؤمن بأن الخدمة للوطن فوق كل اعتبار، زيد الجرشي أثبت أن القوة ليست بالمناصب ولا بالسلطة إنما بالقدرة على التأثير وتحمل المسؤولية وترك أثر خالد يضيء الطريق للآخرين،من يعرفه يعرف أنه لم يأتِ ليحتكر النجاح، بل ليزرع القيم والمبادئ ويؤكد أن القيادة الحقيقية هي من تلهم وتفتح المجال أمام الآخرين لتطوير أنفسهم وإحداث الفرق.