أخبار اليوم – عمّان

قال المحلل السياسي محمود أمين الحياري إن ما تحقق في غزة خلال العامين الماضيين يمثل مرحلة استثنائية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدرة غير مسبوقة على الصمود والثبات في وجه واحدة من أقوى الآلات العسكرية في العالم.

وأضاف الحياري في تصريحات تلفزيونية أن “المرحلة الحالية تتطلب قراءة متأنية لما جرى”، لافتًا إلى أن الحرب التي استمرت عامين كشفت عن صبر استراتيجي وشجاعة بطولية من الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة، في مواجهة دعم دولي واسع لكيان الاحـ.ـتلال، “إلا أن هذا الدعم لم يمكنه من كسر المقاومة أو تحقيق أهدافه المعلنة”.

وأوضح الحياري أن المقاومة الفلسطينية في غزة صمدت عامين متواصلين، وقدمت أروع صور التضحية والفداء، مؤكدًا أن هذا الصمود “سيُدرّس في التاريخ العسكري والسياسي، سواء اعترف به البعض اليوم أم أنكروه، لأن الحقيقة تفرض نفسها على المدى البعيد”.

وأشار إلى أن المقاومة تمكنت من إفشال أحد أهم أهداف الحرب، وهو مشروع التهجير الجماعي، إضافة إلى منع كيان الاحـ.ـتلال من تحقيق “النصر المطلق” الذي سعى إليه، مبينًا أن صمود المقاتلين في غزة حرمه من القدرة على فرض أي معادلة سياسية أو ميدانية جديدة.

وأكد الحياري أن “حماس دافعت عن حقها الطبيعي في الوجود، وثبتت على أرضها دفاعًا عن القضية الفلسطينية”، موضحًا أن المقاومة ليست تنظيمًا فقط، بل مكوّن شعبي متجذر، سيبقى على الأرض سواء بصفته حركة سياسية أو تشكيلًا عسكريًا.

وبيّن أن الاحتلال خاض معاركه ضد المدنيين واللاجئين والنازحين أكثر مما خاضها ضد المقاتلين، “فقد ارتكب جرائم بحق الأبرياء في غزة، بينما لم ترفع المقاومة الراية البيضاء، ولم تُهزم ميدانيًا”.

وفي ختام حديثه، شدد الحياري على أن حماس استطاعت أن تخسر إسرائيل أمام المجتمع الدولي، بعد أن كشفت للعالم زيف روايتها وأظهرت حجم الانتهاكات التي ارتكبتها ضد الشعب الفلسطيني، مضيفًا أن “المقاومة أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة المشهد الدولي، ونجحت في تحويل الصمود الميداني إلى نصرٍ سياسي ومعنوي غير مسبوق”.