(أخبار اليوم – سارة الرفاعي)
قالت الخبيرة التربوية نهاد برهم إنّ ظاهرة التنمّر المدرسي لم تعد مجرّد سلوك عابر، بل تحوّلت إلى وجعٍ صامتٍ يعيشه العديد من الأطفال داخل المدارس، مؤكدة أن الكلمة الجارحة والنظرة الساخرة قد تترك أثرًا نفسيًا أعمق من أي عقوبة جسدية.
وبيّنت برهم أن كثيرًا من الطلبة يعودون إلى منازلهم بعلامات تعبٍ نفسيٍّ واضحة، نتيجة ما يتعرضون له من إساءات لفظية أو اجتماعية داخل البيئة المدرسية، مشددة على أن مسؤولية الوقاية تبدأ من الكبار، سواء في البيت أو المدرسة، عبر تعزيز قيم اللطف والاحترام قبل التفوّق الدراسي.
وأضافت أن البيئة التعليمية السليمة هي تلك التي يشعر فيها كل طالب أن له مكانًا وصوتًا مسموعًا، وأن الاختلاف في الشكل أو القدرات ليس عيبًا، بل جزء من التنوع الإنساني الذي يجب احترامه وتقديره.
وأكدت برهم أن الحل لا يبدأ من الطفل المتنمَّر عليه، بل من القدوة المتمثلة في المعلّم الذي يحترم قبل أن يوبّخ، وفي الأهل الذين يستمعون قبل أن يحكموا، داعية إلى جعل الكادر التعليمي نموذجًا في السلوك الراقي، والأسر حاضنةً آمنة لأبنائها.
وختمت بالقول إنّ مواجهة التنمّر لا تكون بالشعارات، بل بـالوعي والحب والقوّة، مشيرة إلى ضرورة العمل الجاد على بناء بيئة مدرسية قائمة على الاحترام المتبادل والتربية الإنسانية قبل الأكاديمية.