أبوزيد: القصف الأخير على غزة يشير إلى انتقال الاحتلال لمرحلة جديدة من العمليات العسكرية

mainThumb
أبوزيد: القصف الأخير على غزة يشير إلى انتقال الاحتلال لمرحلة جديدة من العمليات العسكرية

24-11-2025 06:03 PM

printIcon
أخبار اليوم – سارة الرفاعي

تشير عودة القصف الإسرائيلي لمناطق في قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة إلى مسارين متزامنين؛ الأول يرتبط بانتهاك الاتفاق وعودة إطلاق النار، والثاني يبدو جزءًا من خطة عسكرية أوسع تهدف لتهيئة المشهد لعمليات جديدة خلال المرحلة المقبلة، خاصة إذا فشلت المرحلة الثانية من الاتفاق أو لم تحقق نتائج ملموسة.

المحلل العسكري والسياسي نضال أبوزيد أوضح أن عمليات القصف الممنهج في ما يُعرف بالمنطقة الصفراء تحمل دلالات عسكرية على إعادة تشكيل مسرح العمليات، رغم أن طبيعة هذه المنطقة لا تسمح بالقتال البري التقليدي الذي كان قائمًا قبل وقف إطلاق النار. هذا يعزز وفق تقديره فرضية الانتقال إلى نمط مختلف من القتال.

ويرى أبوزيد أن الشكل المرجّح للمرحلة المقبلة هو ما يُعرف عسكريًا بـ"الصيد المريح"، وهو نمط يعتمد على العمليات الانتقائية الدقيقة المبنية على جهد استخباري مكثف، ويستهدف القيادات الميدانية ومراكز القيادة والسيطرة باستخدام الطائرات المسيّرة ووسائل الاستهداف الدقيقة. ويؤكد أن هذا الأسلوب بات مفضلًا لدى قوات الاحتلال بعد الإخفاق في تحقيق أهداف كبيرة عبر العمليات البرية التقليدية خلال العامين الماضيين.

وأضاف أن الولايات المتحدة تبدو داعمة لهذا التوجه، معتبرة إياه الخيار العسكري الأنسب، نظرًا لخفض التكلفة البشرية والميدانية مقارنة بالعمليات البرية الواسعة التي أظهرت المقاومة فيها قدرة على الاستنزاف والتأثير.

وأشار أبوزيد إلى أن التحركات العسكرية جنوب القطاع، خصوصًا في محيط رفح، قد تشي بنوايا لإعادة توزيع أدوار القوى المحلية باتجاه ما يشبه “حرب الوكلاء”. ووفق هذا السيناريو، قد يدعم الاحتلال مجموعات مسلحة محلية لتقاتل المقاومة نيابة عنه، مع توفير غطاء جوي ودعم مالي ولوجستي، في حال تعثر المسار التفاوضي أو فشل الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق.

وختم أبوزيد حديثه بالقول إن ما يحدث حاليًا لا يندرج تحت وصف خروقات متفرقة فقط، بل يشبه مرحلة إعداد وبناء مشهد عملياتي جديد قد تتضح ملامحه بشكل أوضح خلال الأيام القادمة.