(أخبار اليوم – ساره الرفاعي)

أكد الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور بشير الدعجة أن ما جرى في قلعة الكرك لم يكن حادثًا عشوائيًا، وإنما عملًا إرهابيًا منظمًا استهدف أمن الأردن وهيبة الدولة ورمزية المكان، في محاولة لإحداث صدمة داخلية وبث الخوف وضرب الثقة، من خلال استغلال موقع تاريخي مكتظ بالمواطنين والسياح.

وأوضح الدعجة أن منفذي الهجوم أخطأوا التقدير عندما واجهوا رجالًا يدركون معنى الواجب والتضحية، مشيرًا إلى أن المواجهة بدأت بسرعة وحزم، حيث تحركت الأجهزة الأمنية وفق إجراءات ميدانية واضحة، تمثلت في تطويق المنطقة أولًا لحماية المدنيين، ثم عزل الخطر، وملاحقة العناصر الإرهابية بدقة عالية.

وبيّن أن القرار لدى الأجهزة الأمنية الأردنية، سواء الأمن العام أو دائرة المخابرات العامة، كان حاسمًا منذ اللحظة الأولى، ولا يقبل أي مساومة على أمن المواطنين، ولا أي تراجع أمام الإرهاب، مؤكدًا أن رجال الأمن خاضوا المواجهة وهم يدركون خطورتها، إلا أنهم تقدموا بثبات وإصرار.

وأشار الدعجة إلى أن هذه المواجهة أسفرت عن ارتقاء شهداء أثناء تأديتهم لواجبهم المقدس، في صورة جسدت أسمى معاني التضحية حين يكون الوطن أغلى من الروح، مؤكدًا أن دماء الشهداء شكلت سدًا منيعًا في وجه المخطط الإرهابي.

وأضاف أن نتائج المواجهة حملت رسالة حاسمة، مفادها فشل الإرهاب في تحقيق أهدافه، وبقاء الدولة الأردنية متماسكة، واستعادة الأجهزة الأمنية للسيطرة الكاملة على الموقف، ليخرج الأردن من هذه المحنة أكثر وعيًا وصلابة وتماسكًا.

وفي ذكرى الشهداء، وجّه الدعجة رسالة إلى الأردنيين في كل مكان، مؤكدًا أنهم شركاء في حفظ الأمن من خلال الوعي والثقة والوقوف صفًا واحدًا خلف مؤسسات الدولة، مشددًا على أن الأمن مسؤولية وطن كامل، ولا يقتصر على رجل يحمل سلاحًا.

وختم الدعجة بتحية فخر واعتزاز للأجهزة الأمنية الساهرة على أمن الوطن والمواطن، ولرجال الخط الأول الذين يسهرون ليبقى الأردنيون آمنين، مؤكدًا أن تضحيات شهداء قلعة الكرك ستبقى منارة لكل الأردنيين، وأن الأردن سيبقى آمنًا برجاله، موحدًا بشعبه، ثابتًا بإرادته، وكلنا فداء للعرش الهاشمي.