أخبار اليوم - ساره الرفاعي - كدت الكاتبة ومُدربة المهارات الحياتية وفاء الأسمر أن مفهوم الشغف لا يجب أن يُتناول بمثالية مفرطة، كما يفعل كثيرون، مشيرة إلى أن كثيرًا من الناس لا يُولدون وهم مدركون تمامًا لما يحبونه أو يريدون تحقيقه في الحياة، بل يكتشفون شغفهم الحقيقي لاحقًا، عبر التجربة والمحاولة والانخراط في بيئات ومجتمعات جديدة ومختلفة.

وقالت الأسمر: "لطالما سألت نفسي ما معنى الشغف؟ لطالما سمعت أشخاصًا يتحدثون عنه بطريقة مثالية مطلقة، وهو ما لم أكن أراه منطقيًا أو واقعيًا بالنسبة لي. ليس الجميع محظوظًا بأن يعرف شغفه منذ الطفولة، فهناك كثيرون لا يكتشفون شغفهم إلا عبر المحاولة، والتجربة، والخطأ، وربما في أعمار متقدمة، وأنا واحدة من هؤلاء".

وأضافت: "اكتشفت ما أحب وما يمكن أن أبرع فيه بعد أن خضت تجارب عديدة، وبعد أن انخرطت في مجتمعات مختلفة عني. في البداية، كنت أعتقد أن هذه البيئات غير ملائمة لي فقط لأنها لم تكن مألوفة، لكن لاحقًا، اتضح لي أنها كانت تفتح لي آفاقًا جديدة، وتُكسبني معرفة كانت غائبة عني".

وترى الأسمر أن ازدياد المعرفة والاطلاع يُساعد الإنسان على فهم نفسه بشكل أعمق، قائلة: "كلما ازدادت معرفتك، أصبحت قادرًا أكثر على التحليل، وعلى فهم المجال الذي تستطيع أن تُعطي فيه أكثر. بعض الأشخاص عرفوا شغفهم باكرًا، لكن كثيرين اكتشفوه بعد التجربة، بعد أن فشلوا، وحاولوا، واستمروا، حتى بات لديهم إطار واضح وفهم شخصي لمعنى الشغف".

وشددت على أهمية أن يُعيد الإنسان تعريف المصطلحات الكبرى بطريقته الخاصة، فقالت: "لا يوجد تعريف واحد صحيح لأي تجربة في الحياة، ولا وجهة نظر واحدة هي الصحيحة دائمًا. يجب أن نضع مفاهيمنا الخاصة لكل ما نسمعه، ونتعامل مع الحياة بصدق مع أنفسنا لا وفق معايير وضعها آخرون".

وتابعت: "من الضروري أن تؤمن بنفسك، لأن أغلب الإخفاقات تسبقها نجاحات كبرى، والإخفاق هو الذي يوقظ وعيك، ويجعلك تدرك أين أخطأت، وهو أيضًا ما يُعزز ثقتك بنفسك لاحقًا، ويجعلك تختار خياراتك بوضوح، وتعرف حدك في كل شيء مهما كان".

وحثّت الأسمر كل شخص على أن يسمح لنفسه بالتجربة، وألا يستهين بذاته أو يقلل من إمكانياته، قائلة: "في نهاية المطاف، كلنا موجودون على هذه الأرض لنحاول أن نحقق شيئًا ما. هناك من وصل، لكنه ما زال يستمر، وهناك من ما زال يكتشف طريقه".

وختمت حديثها بالتأكيد على أن الخوف هو العائق الأكبر لدى معظم الناس، وأنه ليس من الضروري أن تكون متأكدًا بنسبة 100% قبل اتخاذ أي خطوة، مضيفة: "تحرك، جرّب، انظر ما تقول لك النتائج. فهي التي تُعلمك، وهي التي تمنحك رؤية أوضح، وتساعدك على أن تضع خططًا أكثر نضجًا واستنارة".