معاريف: “سيكون ترامب فتيلها” .. النيران تمتد لحكومة نتنياهو وستحرقه سياسياً

mainThumb
معاريف: “سيكون ترامب فتيلها”.. النيران تمتد لحكومة نتنياهو وستحرقه سياسياً

12-05-2025 06:42 PM

printIcon

أخبار اليوم - نهاية الحكومات في إسرائيل تبدأ بالتفكك الداخلي. هذه حقيقة تعلمناها على مدى 77 من سنوات الدولة. هكذا وصلت حكومة مباي الأسطورية إلى نهاية طريقها في 1977، وهكذا سقطت حكومة الليكود بعد عصر مناحيم بيغن، وهكذا سقطت حكومة كديما برئاسة إيهود أولمرت.

مؤشرات واضحة للتفكك تبدو هذه الأيام في حكومة نتنياهو. الصراعات الداخلية التي تترافق والتهديدات، كما رأينا وسمعنا مؤخراً بين يعقوب مردوغو (بوق نتنياهو والمقرب منه) وبضعة وزراء من الليكود، لا تكشفت فقط سلوكاً مشبوهاً كإجرامي، بل مؤشرات واضحة لحكومة مريضة في مراحل تفكك أولى.

بالمقابل، من المهم التشديد على أنه وإن كان الحريديم يبثون أزمة حكومة قبل التفكك، لكن من يعلق آمالاً بالحريديم وبقانون التملص ويدفع الحكومة إلى نهاية طريقها، مخطئ. سيكون الحريديم آخر من يسقط الحكومة، لأنهم يعرفون بأن كل حكومة أخرى تقوم هنا لن تمنحهم ما حصلوا ويحصلون عليه.

لعل هذا يفاجئ الكثيرين، لكن الأقرب لإسقاط حكومة نتنياهو هو رئيس الولايات المتحدة ترامب، الذي كان يعتبر في نظر نتنياهو ومرعييه “ملك المسيح” الذي سيخلص الحكومة والدولة في تحقيق “النصر المطلق” على حماس، وإعادة المخطوفين، والأهم تحييد إيران عن قدرتها النووية، بالقوة أو بالعقل. آمن نتنياهو ومؤيدوه بأن ترامب سيعمل على “صفقة الألفية” التي ستجلب السعودية إلى اتفاق مهم جداً مع إسرائيل.

أما في الواقع، فكل شيء معاكس، وعملياً يعمل ضد نتنياهو وحكومته التي تتورط في قصورها وانعدام الوسيلة لديها. في الواقع، يحشر ترامب نتنياهو في الزاوية بل ويعمل من خلف ظهره، ويطبق ويمضي بخطوات تتعارض ومصالح إسرائيلية مهمة. وعلى ما يبدو، الأسوأ لا يزال أمامنا.

ترامب الذي سيعود لزيارته المرتقبة إلى السعودية وقطر وأبو ظبي سيكون أقل إنصاتاً بكثير لمشاكل إسرائيل.

وهكذا سيحتدم وضع هذه الحكومة، وأساساً وضع رئيسها الذي وعد بالكثير جداً قبل الانتخابات الأخيرة. اليوم، حكومته لا تؤدي مهامه، وتعمل على إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، في الوقت الذي يراكم فيه رجال الاحتياط مئات من أيام الخدمة، بعد أكثر من سنة ونصف من حرب لا نرى نهايتها. إضافة إلى الحرب وإلى موضوع المخطوفين، تقف على عتبة رئيس الوزراء مشاكل ثقيلة الوزن، كل منها ما يؤدي إلى إسقاط هذه الحكومة: غلاء المعيشة، وصفقة الأمريكيين مع إيران، والوضع الاقتصادي المحتدم، وقضية “قطر غيت” التي يتورط فيها مكتب نتنياهو وغيرها. لكل هذا يتصدى نتنياهو في هذه الساعات، ويدير معركة أخيرة على مستقبل حكومته وعلى مستقبله. مؤشرات التفكك كفيلة بأن تدفع نتنياهو لاعتزال الحياة السياسية ليصل إلى صفقة إقرار بالذنب.

القدس العربي