المهندسة الزراعية فداء علي الروابدة
تعتبر الروزنامة الزراعية الأردنية من أهم الأدوات التنظيمية للقطاع تهدف إلى جدولة الإنتاج الزراعي بناءاً على مواسم الزراعة والحصاد وإحتياجات السوق المحلي والخارجي مع مراعاة العوامل المناخية المختلفة وقد يتم تطوير هذة الروزنامة لتنسيق الجهود بين المزارعين، والتجار، والمصدرين، والحكومة. ومع ذلك، تواجه هذه الروزنامة عدة تحديات تقلل من فاعليتها.
تعمل الروزنامة الزراعية على ضمان تصريف اللإنتاج الزراعي المحلي وحمايته من المنافس الخارجي ومن أهداف وجود الروزنامة الزراعية العمل على تنظيم الإنتاج الزراعي حسب الموسم لتجنب فائض الإنتاج أو نقصه ،تحسين جودة المنتج الأردني، تسهيل التصدير عبر تنسيق التوقيت مع الأسواق المستهدفة عربياً وعالمياً مما يساعد في دعم الأمن الغذائي الوطني ومساهمة القطاع الزراعي في الناتج القومي المباشر.
ورغم سمو الأهداف المرجوة من تطبيق الروزنامة ومحاولة تحقيق الأمن الغذائي الا أن الأمر لا يخلو من تحديات تواجهها منها التغيرات المناخية الحالية والتي أثرت بشكل كبير على توقيت الزراعة والحصاد للمنتجات الزراعية ،ضعف البنية التحتية الزراعية ضمن سلسلة القيمة للمنتجات مثل التخزين والتسويق والري ، نقص البيانات الزراعية الدقيقة رغم التطور الكتولوجي العالمي الكبير مما يضعف القدرة على التخطيط السليم وإتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب ، وتداخل الأسواق بإدخال المنتجات المستوردة بأسعار أقل وعدم التزام بعض المزارعين بالروزنامة بسبب ضعف الوعي أو غياب الحوافز المشجعة في القطاع الزراعي .
ودعت رؤية التحديث الإقتصادي ضمن مبادرات مختلفة خاصة بالقطاع الزراعي تتضمن التوسع في استخدام التقنيات الحديثة وتشجيع التحديث والإبتكار الزراعي .يبقى أن نسعى جدياً وبواقعية لإيجاد حلول وتطبيقها والأجدى السعي لتحسين الإدارة والتخطيط المسبق وتوفير الأدوات اللازمة مثل إستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لتوثيق البيانات الضخمة السليمة والصحيحة وتحديثها سنوياً وإصدار روزنامة زراعية تأشيرية لأهم المحاصيل الزراعية بناءاً على التغير المناخي كما أن حملة توعية المزارعين بأهمية الإلتزام بالروزنامة الزراعية من خلال تعزيز التوعية والإرشاد الزراعي الميداني بإستخدام التطبيقات اللازمة مع الإستمرار بالزيارات الميدانية للمزارع والإستماع إلى مشاكل المزارعين ومطالبهم ودراستها بشكل مستفيض والحرص على حلها حسب الإمكانات المتاحة مع ضرورة دعم المنتج المحلي المميز كماً ونوعاً لإستمرار الإنتاج وضبط الأسعار،كما يلعب التحفيز المالي دور كبير في الحفاظ على الزراعة ودعمها عن طريق تقديم حوافز للمزارعين الملتزمين وتشجيعهم (دعم مالي، تسويق، مدخلات إنتاج،....الخ) خاصة في الأوقات الحرجة التي ترتفع فيها الأسعار والتوجه للتصنيع الزراعي وهو مهم كتدخل إيجابي ، ويمكن إنشاء صناديق دعم للفترات المختلفة لحماية السوق،وتطوير البنية التحتية خطوة رائدة في القطاع الزراعي بإنشاء مراكز لوجستية للتخزين والتبريد وتحسين وسائل النقل الزراعي إلى الأسواق المحلية والدولية وتحديد فترة التصدير المقترحة والتنسيق مع الدول المستهدفة مسبقاً.
في الخلاصة إن تطبيق الروزنامة الزراعية يساعد في تحديد كميات الإنتاج المحلي والموازنة بين الإنتاج المحلي والإستيراد، مما يساعد على إيقاف استيراد بعض المنتجات في أوقات ذروة الإنتاج المحلي ويساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتطبيق توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظة الله ورعاه في تحقيق الامن الغذائي
دعم المزارع الاردني واجب وطني يفوق كل الواجبات لأنه الذراع الرئيسي للأمن الغذائي