نائب قائد جيش الاحتلال السابق مهاجماً إسرائيل :“دولة عاقلة لا تقتل أطفالا كهواية”

mainThumb
نائب قائد جيش الاحتلال السابق مهاجماً إسرائيل :“دولة عاقلة لا تقتل أطفالا كهواية”

20-05-2025 11:49 AM

printIcon

أخبار اليوم - أثارت تصريحات رئيس حزب “الديموقراطيين”(حزب ميرتس سابقا) في إسرائيل، الجنرال في الاحتياط يائير غولان حول جرائم جيش الاحتلال في غزة، عاصفة من ردود الفعل والهجمات عليه من قبل الائتلاف والمعارضة على حد سواء.

وفي حديث للإذاعة العبرية الرسمية صباح اليوم الثلاثاء، قال غولان، نائب قائد جيش الاحتلال سابقا، إن إسرائيل تمارس “قتل الأطفال في قطاع غزة كهواية” محذرا من أنها في الطريق لتصبح دولة منبوذة في العالم، كجنوب أفريقيا التاريخية في حال لم تعد إلى سلوكها كـ”دولة راشدة”، منوها أن الدولة العاقلة لا تُدير حربا ضد مدنيين ولا تقتل رضّعا كهواية، ولا تسعى لتهجير السكان على حد قوله.

وتابع: “هذه الحكومة تزدحم بأشخاص لا علاقة لهم باليهودية إلا القليل، مليئة بأناس انتقاميين بلا أخلاق وبلا قدرة على إدارة دولة في زمن الطوارئ مما يُشكّل خطرا على وجودنا”.

وسارع رئيس حكومة الاحتلال للهجوم على غولان واتهمه بتشجيع رفض الخدمة العسكرية، واستذكر أنه “سبق وقارن بين إسرائيل والنازية عندما كان ما يزال يرتدي البزة العسكرية وهو اليوم يبلغ حضيضا جديدا”، وفق قوله.

وتابع نتنياهو في هجومه على غولان: “في الوقت الذي ندير فيه حربا متعددّة الجبهات ونقود الجهود لتحرير أسرانا وحسم حماس، فإن غولان ورفاقه في اليسار الراديكالي يرددّون أكاذيب وفريات دم لاسامية، ولا حدود للفساد الأخلاقي”.

وكما هو متوقع، حمل وزير الحرب يسرائيل كاتس على غولان بالقول: “من شبّه المجتمع الإسرائيلي سابقا بالنظام النازي، ويُطلق الآن افتراءات ويشوّه سمعة إسرائيل وجيشها خلال الحرب، يجب إقصاؤه من الحياة العامة”. وأضاف: “تصريحات أحد قادة المعارضة التي تتهم جنود الجيش الإسرائيلي بقتل رضّع في غزة كهواية هي افتراء دنيء ضد جنودنا ممن يخاطرون بأرواحهم ليل نهار في معارك بطولية ضد عدو وحشي لاستعادة إخوتنا وأخواتنا المختطفين، وإخضاع حماس التي تعمل على تدمير إسرائيل”.

وسارع وزير الخارجية في حكومة الاحتلال جدعون ساعر إلى الانضمام للهجمة على غولان، فكتب على حسابه في منصة إكس: “فرية الدم على لسان يائير غولان ضد دولة إسرائيل وجيشها لن تغتفر. كلام غولان سيصبح حتما وقودا لنيران معاداة السامية في العالم. وذلك في وقت تخوض إسرائيل معركة وجودها ضد تحالف يسعى لإبادتها”.

ونعت وزير الاتصالات شلومو كارعي، غولان بـ”بالمخرب”، قائلاً: “مخرب لجهود تحقيق أهداف الحرب. مخرب لأمن مقاتلي الجيش الإسرائيلي. مخرب للديمقراطية الإسرائيلية. وقال وزير الأمن القومي العنصري المتطرف إيتمار بن غفير: “يبدو أن يائير غولان أخذ ورقة رسائل متحدث حماس وتبناها، بينما هواية غولان الوحيدة كانت دائما نشر افتراءات معادية للسامية ضد إسرائيل. يائير، الخزي والعار لك” على حد تعبيره.

من جهته، دعا وزير التربية التعليم يوآف كيش المستشارة القضائية للحكومة لفتح تحقيق ضد غولان: “الخزي لك، مثل هذه الافتراءات على إسرائيل لا تُسمع إلا من أسوأ أعدائنا”.

وانضم أقطاب المعارضة للهجوم على غولان خاصة أنه ينافسهم على الريادة وفق الاستطلاعات خلال الشهور الأخيرة، فقال رئيسها يائير ل بيد من حزب (هناك مستقبل) إن تصريحات غولان “غلطة وهدية لأعدائنا”. وتبعه رئيس “الحزب الدولاني” بيني غانتس، داعيا غولان للتراجع والاعتذار لمحاربي الجيش على “كلامه المتطرف والكاذب”. وتابع: “جنودنا لا يقتلون رضّعا كهواية. هذه التصريحات ليست فقط شنيعة وكاذبة ومتطرفة، بل تعرّض حرية أبطالنا للخطر أمام العدالة الدولية”.

وسارع غولان للتعقيب على غانتس بالذات، واتهمه بالضعف والنفاق لليمين الصهيوني، قائلا” “شاهدنا ما فعله غانتس، وخبرنا طريقته الفاشلة بالتملق لنتنياهو وصحبه في اليمين المتشدد”.

وقال رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” المعارض أفيغدور ليبرمان: “أدين تصريحات يائير غولان. جيشنا هو الجيش الأخلاقي في العالم، وأي تصريحات كاذبة ضده تضر بجنودنا وأمن الدولة”.

في المقابل، أكد الجنرال في الاحتياط، غاي تسور، قائد سلاح البرية سابقا، صحة أقوال غولان، وقال في حديث لإذاعة جيش الاحتلال: “في الأيام القريبة، نأمل أن يقول ترامب والعالم لإسرائيل: كفى، فهذه الحرب تؤدي لقتل مخطوفين وجنود ومدنيين فلسطينيين دون أهداف قابلة للتحقيق. قتل المدنيين هذا يحدث عندما تواصل حربا بلا أهداف قابلة للتحقيق”.

وأضاف: “غولان محق وإن كنت لا أتفق معه في التوصيف. طبعا يقتلون في غزة أبرياء نتيجة استخدام قوة مفرطة تهدد الرهائن أيضا”.

وتساءل تسور: “هل أصبنا بالجنون حتى نسبب مجاعة في غزة؟”، وخلص للقول إن “هذه الحكومة الغبية لا تقوى على إدارة الأزمة وإدخال المساعدات. نتنياهو يريد بقاء حماس في الحكم ولذا يرفض الدعوة الواسعة لتوفير بديل لها كي يواصل الحرب”.

في كل الأحوال، يتجاهل الإسرائيليون (لا حكومتهم وجيشهم فحسب)عذابات الشعب الفلسطيني خاصة في غزة الآن عدا بعض الأصوات منها صحيفة هآرتس التي نشرت تقريرا اليوم عن المجاعة في القطاع جاء فيه وهي تخاطب الإسرائيليين: “كيف تتدبر عائلة مكونة من خمسة أنفار وجبة طعام مع حبة بندورة واحدة؟ كم وقت تحتاج للمسير حتى تحصل على ماء مالح للشرب والغسل؟ وماذا يفعلون عندما يبكي الطفل من الجوع ولا يوجد شيء لإطعامه نتيجة الحصار الإسرائيلي؟”.

كما تساءل محرر الشؤون الاقتصادية في “يديعوت أحرونوت” سيفر بلوتسكر في مقال اليوم تحت عنوان “ليس كل شيء مسموحا”، تساءل هو الآخر مستخدما ميزان الربح والخسارة والميزان الأخلاقي أيضا: “ماذا حصل لضميرنا الوطني مع مشاهد قصف المستشفيات وقتل الأطفال في غزة؟”.
يشار إلى أن غولان وقبل خلعه الزي العسكري قبل عشر سنوات، قد فاضل بين جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وبين ما شهده العالم في ثلاثينات القرن الماضي، في تلميح غليظ للنازية، وأثار وقتها أيضا عاصفة من ردود الفعل في إسرائيل.