أخبار اليوم - عواد الفالح - يتصاعد القلق الشعبي في الأردن مع تكرار حالات اختفاء الأطفال في عدد من المدن والمناطق، وسط مطالبات متزايدة من المواطنين بضرورة كشف تفاصيل هذه الحوادث، وأسبابها، والجهات التي تقف خلفها – إن وُجدت – لتمكين الأسر من حماية أبنائها واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وفي كل مرة يُعلن فيها عن اختفاء طفل، تمتلئ منصات التواصل الاجتماعي بعشرات الروايات والافتراضات، بعضها يذهب إلى حدّ الحديث عن عصابات خطف وبيع أعضاء، ما يزرع الهلع في نفوس العائلات ويُضعف الإحساس بالأمان المجتمعي.
إلا أن المؤكد حتى اليوم، أنه لا وجود لعصابات لخطف الأطفال في الأردن، وأن من ينسجون مثل هذه الروايات أو يروّجون لها، إنما يفعلون ذلك إما بدافع الإثارة أو سعياً لتحقيق أهداف خاصة، لا تمت للمصلحة العامة بصلة، بل تُربك المجتمع وتسيء للوطن.
الواقع يُثبت أن معظم الحالات التي تم الإبلاغ عنها وانتهت بعودة الأطفال إلى أسرهم، تعود لأسباب تتعلق بظروف أسرية، أو سوء تفاهم، أو تأثر الأطفال بمحتوى رقمي يحاكي الهروب والتمرد، دون أن يكون هناك اختطاف أو خطر فعلي.
ويُشدّد مواطنون ومراقبون على أن نشر الإشاعات حول جرائم وهمية لا يخدم إلا خلق حالة ذعر مجتمعي مفتعل، ويُعرقل الجهود الوطنية في الحفاظ على السلم العام. وهم يدعون إلى مزيد من الوعي، وتغليب العقل، وتجنب نشر أي قصة غير موثقة.
كما يطالب الأهالي بتوضيح تفاصيل كل حالة اختفاء يتم الإعلان عنها، ليس بدافع الفضول، وإنما من أجل رفع مستوى الوعي والوقاية الأسرية، مؤكدين أن "السكوت" أو الصياغات العامة بعد العثور على الأطفال، تُبقي الأسئلة معلقة وتترك الباب مفتوحًا للتكهنات.
في النهاية، يؤمن الأردنيون أن الأطفال أمانة، وأن حماية الطفولة مسؤولية جماعية، تبدأ من الأسرة، ولا تنتهي عند أبواب المدارس أو الشوارع، مؤكدين أن وعي المجتمع وتعاونه هو الحصن الأول في وجه أي خطر محتمل.
ورسالة المجتمع الأردني بصوت واحد:"نريد معرفة الحقيقة لنحمي أبناءنا، لا نحتاج لتخويف بلا دليل... أطفالنا أمانة وأمن وطننا لا يحتمل العبث."