بعد إقصاء قاضية: هل تنهار محاكمة الطاقم الطبي في قضية مارادونا؟

mainThumb
بعد إقصاء قاضية: هل تنهار محاكمة الطاقم الطبي في قضية مارادونا؟

28-05-2025 01:54 PM

printIcon

أخبار اليوم - باتت محاكمة الفريق الطبي لأسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا على المحك ومعلّقة أكثر من أي وقت مضى، إثر الفضيحة التي أدّت الثلاثاء إلى تنحية واحدة من القاضيات الثلاث بسبب مشاركتها، من دون التبليغ، في إعداد فيلم وثائقي.

وشهدت المحاكمة، التي انطلقت قبل أكثر من شهرين، نقاشاً حادّاً بين عدة أطراف طالبت بتنحي القاضية جولييتا ماكينتاش، على خلفية مزاعم تورطها في فيلم وثائقي ذي صلة بالقضية، قبل أن تقدم في نهاية المطاف على التنحي.


وأمر رئيس محكمة سان إيسيدرو (شمال بوينس آيرس)، ماكسيميليانو سافارينو، بأنه «يجب فصل (جولييتا) ماكينتاش»، عادّاً أن «الظروف التي تؤثر على نزاهة» القاضية قد ثبتت، بعد الاستماع إلى حجج الأطراف لطلب التنحي.

ودعا رئيس المحكمة إلى رفع الجلسة قبل الاستماع إلى حججهم، بشأن ما إذا كان سيتم مواصلة المحاكمة أو رفضها.

في المقابل، صرحت جولييتا ماكينتاش بأنها لم تكن تملك «أي خيار» سوى استبعاد نفسها من الإجراءات، بعد الضجة التي أثيرت حول مشاركتها في فيلم وثائقي عن القضية.

واستؤنفت المحاكمة الثلاثاء بعد توقف دام أسبوعاً، للتحقيق في مزاعم بأن أفعال جولييتا ماكينتاش ربما شكلت إخلالاً بالواجب أو استغلالاً للنفوذ أو حتى رشوة. لكنها دافعت عن نفسها بالقول: «لا توجد مخالفة (أو) جريمة».

وتتعلّق القضية بالاستخدام المزعوم للكاميرات في قاعة المحكمة في انتهاك لحظر تصوير المحاكمة.

ونفت جولييتا ماكينتاش مشاركتها في أي تصوير أو التصريح به، لكن لقطات نُشرت في وسائل الإعلام الأرجنتينية خلال عطلة نهاية الأسبوع أظهرتها وهي تجري مقابلة مع طاقم تصوير.

وأكدت جولييتا ماكينتاش: «ما يحصل هو مُجرّد عملية إعلامية ضخمة لإجباري على الانسحاب من هذا النقاش، لكنني لن أعتذر، فأنا لم أرتكب أي خطأ».

وبعد 7 أيام من التوقف، خُصصت جلسة الثلاثاء بالكامل تقريباً لقضية جولييتا ماكينتاش التي أطلقت عليها وسائل الإعلام لقب «قاضية الإله».

ويُعقد اجتماع الخميس في محكمة سان إيسيدرو لتحديد ما إذا كان يمكن استئناف المحاكمة بقاضٍ جديد يحل مكان القاضية المتنحية، أم على المحاكمة أن تبدأ من جديد مع هيئة قضائية جديدة كما طالبت غالبية الأطراف.

جيانينا مارادونا (رويترز)
جيانينا مارادونا (رويترز)
وطلب محامو الدفاع وعائلة مارادونا كما المدعي العام بتنحية القاضية، البالغة 47 عاماً، بعد العثور خلال عمليات تفتيش حديثة، على مقاطع فيديو تُظهر أنها شاركت بفاعلية في إعداد وثائقي قصير، كانت فيه شخصية محورية.

ويتألف المسلسل من 6 حلقات، مدة كل منها 30 دقيقة يحمل عنوان «عدالة إلهية»، يعِد بأن يروي قصة «موت. أسطورة. قاضية. محاكمة»، حسب إعلان ترويجي عُرض الثلاثاء داخل قاعة المحكمة وسط ذهول الحاضرين.

وبعد تنحية القاضية، طالب معظم الأطراف ببطلان الإجراءات «حتى يتم تعيين محكمة جديدة ونبدأ من جديد»، حسبما قال نيكولا دالبورا، محامي الممرضة نانسي فورليني، إحدى المتهمات في القضية.

بدوره، قال ماريو بوردي محامي فيرونيكا أوجيدا، صديقة مارادونا السابقة، إن «الجميع يشعر الآن بأن ما يحدث فيه خلل... محكمة جديدة ستكون الحل الأكثر صحة»، واصفاً ما يجري بأنه «كارثة قضائية... فضيحة».

وأضاف بودري «تخيلوا إن كان هذا يحدث في محاكمة دييغو مارادونا، فماذا يمكن أن يحدث لمواطن عادي؟»، معبّراً عن أسفه؛ لأن الأرجنتين تعطي صورة «عدالة فوضوية».

من جانبه، طالب المدعي العام باتريسيو فيراري بتعيين قضاة جدد، لكنّه قدّر أن المحاكمة «يمكن أن تبدأ من جديد خلال شهر»، في حين توقّع بودري أن تُستأنف في يناير (كانون الثاني) المقبل.

من جهة أخرى، طالب محاميان من الدفاع باستئناف سريع للمحاكمة، من خلال تعيين قاضٍ واحد جديد فقط يحل محل القاضية جولييتا ماكينتاش.

ومن الصعب تحديد مَن يستفيد من تأجيل طويل لمحاكمة كانت تسير ببطء شديد من الأساس، بمعدل جلستين أسبوعياً فقط، وما مجموعه 20 جلسة حتى الآن.

وخلال هذه الجلسات، ركّزت غالبية الشهادات (نحو 40 حتى الآن)، على ضعف مستوى الرعاية والتجهيزات الطبية في مكان تعافي مارادونا، من دون أن تُحدد بوضوح مستوى المسؤولية أو وجود نية جنائية.

وتوفي مارادونا في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 عن عمر يناهز 60 عاماً، أثناء تعافيه في منزله من جراحة في الرأس لعلاج جلطة دموية.

وجاءت وفاته بسبب قصور في القلب وأزمة رئوية حادة بعد أسبوعين من خضوعه للجراحة. يُحاكم فريقه الطبي المكون من 7 أفراد بشأن ظروف فترة نقاهته في منزل خاص في ضاحية تيغري في بوينس آيرس.

ووصف الادعاء الرعاية التي تلقاها نجم كرة القدم في أيامه الأخيرة بالإهمال الجسيم.

ويواجه المتهمون خطر السجن لفترة تتراوح بين 8 و25 عاماً إذا أُدينوا بـ«القتل العمد المحتمل»، أي اتباع مسار عمل رغم علمهم بأنه قد يؤدي إلى الوفاة.