أخبار اليوم - من جديد، حذرت الأمم المتحدة من خطورة الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي الذي فاق 600 يوم، مخلفا عشرات آلاف الضحايا، حيث وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، غزة بأنها “أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض”.
وطالبت “أوتشا” السلطات الإسرائيلية التي تفرض حصارا محكما على قطاع غزة، تمنع بموجبه دخول المساعدات، بمنح الأمم المتحدة حق الوصول الإنساني، محذرة من أن “الوقت ينفد بسرعة كبيرة، والأرواح تُزهق كل ساعة”.
الجوع في غزة
وبسبب الحصار المشدد الذي تفرضه سلطات الاحتلال منذ الثاني من مارس الماضي، يواجه قطاع غزة أوضاعا صعبة لم يشهدها منذ بداية العدوان، تتمثل في نقص حاد في إمدادات الطعام والدواء، وتهدد بانتشار أمراض سوء التغذية وموت السكان جوعا.
ويقول يانس لاركيه المتحدث باسم مكتب “أوتشا” إن الأمم المتحدة لديها ما يقرب من 180 ألف منصة نقالة من المواد الغذائية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة جاهزة لدخول غزة، لافتا إلى أن الجهات المانحة حول العالم دفعت ثمن الإمدادات بالفعل، حيث تم تخليصها جمركيا، والموافقة عليها، وباتت جاهزة للانطلاق، حيث يمكن إدخال المساعدات فورا وعلى نطاق واسع.
وأكد كذلك أن الأمم المتحدة لديها كل ما تحتاجه داخل غزة لإيصال المساعدات إلى المدنيين بأمان، بما في ذلك الموظفون والشبكات “وثقة المجتمعات”، من خلال خطة ناجحة، كما اتضح خلال وقف إطلاق النار عندما دخلت عشرات الآلاف من الشاحنات القطاع ووصلت المساعدات إلى كل شخص.
ومن أجل السيطرة على المساعدات وتسييسها لخدمة أجندة الحكومة الإسرائيلية التي تسعى لتهجير سكان قطاع غزة، فعلت إسرائيل آلية توزيع المساعدات الخاصة بها بالشراكة مع الإدارة الأمريكية خلال اليومين الماضيين، حيث تخضع العملية لرقابة وإشراف جيش الاحتلال وتنفيذ من قبل شركة أمريكية، وقد شهدت العملية قيام جنود الاحتلال بإطلاق النار مرات عدة على طالبي المساعدات، ما إلى مقتل وإصابة الكثير منهم.
هذا وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة جوناثان ويتال، وهو يتحدث عن إطلاق النار على عشرات الآلاف من الفلسطينيين اليائسين الذين اقتحموا نقطة توزيع عسكرية أُقيمت على أنقاض منازلهم، “تُظهر هذه الأحداث كيف يستمر العقاب الجماعي للفلسطينيين، وكيف يتسارع الاعتداء على كرامتهم الإنسانية”.
وأشار إلى أن خطة توزيع المساعدات المُطورة حديثا “تتجاوز مجرد التحكم في المساعدات”، واصفا إياها بـ”الندرة المُهندسة”، وأكد أن أحد مراكز توزيع المساعدات الأربعة، التي تُؤمّنها شركات أمنية أمريكية خاصة، يقع بالقرب من الموقع “الذي قتلت فيه القوات الإسرائيلية 15 من المستجيبين الأوائل ودفنتهم في مقبرة جماعية”.
وأضاف: “بالنسبة لي، هذا رمز بشع لكيفية محو الحياة في غزة، وما يبقيها، والسيطرة عليها”.
إنهاء الحصار
من جهته، قال برنامج الأغذية العالمي، إن حشودا من الجوعى اقتحموا مستودعا تابعا للبرنامج في دير البلح، وسط قطاع غزة، بحثا عن الغذاء الذي كان مخزنا هناك من أجل توزيعه.
وتشير التقارير الأولية إلى أن شخصين لقيا حتفهما وأصيب آخرون بجراح في هذه “الحادثة المأساوية”، وقال برنامج الأغذية إنه لا يزال يتحقق من التفاصيل.
وقد أكد في ذات الوقت أن الاحتياجات الإنسانية تصاعدت وخرجت عن نطاق السيطرة بعد 80 يوما من الإغلاق التام المفروض على دخول المساعدات الغذائية وغيرها من مواد الإغاثة إلى غزة.
وحذر من الظروف المقلقة والمتدهورة على الأرض ومخاطر الحد من وصول المساعدة الإنسانية إلى الجوعى المحتاجين بشدة إلى المساعدة.
وأكد أن غزة بحاجة إلى توسيع نطاق المساعدات الغذائية على الفور، مضيفا أن هذا هو السبيل الوحيد لـ “طمأنة الناس بأنهم لن يتضوروا جوعا”.
ودعا برنامج الأغذية العالمي إلى إتاحة الوصول الإنساني الآمن وبدون عوائق للسماح بتوزيع المساعدات الغذائية بشكل منظم بأنحاء غزة فورا.