مسنّة أردنية تقضي 40 عامًا في دار الرعاية دون زيارة من أبنائها

mainThumb

30-05-2025 12:56 PM

printIcon





أخبار اليوم - رصد - في دارٍ للعجزة في الأردن، تجلس سيدة مسنّة أنهكها العمر، وأثقل كاهلها الانتظار. أربعون عامًا مرّت عليها داخل أسوار الدار، لم تطرق خلالها أقدام أبنائها الباب، ولم يُحمل إليها كوب ماء، أو دعاء عابر، أو وردة تقول "اشتقنا لكِ يا أمي".

ليست قصة من قصص الأدب الحزين، بل شهادة دامغة على هشاشة بعض القلوب، وعلى برودة صلة الرحم التي تهاوت أمام صخب الحياة. دخلت هذه الأم المكان في ريعان شبابها، وفي الأربعين من عمرها. أما اليوم، فهي ثمانينية، لا تسأل إلا عن خبر يوقظها من عزلةٍ عمرها أربعة عقود.

انتشرت قصتها على منصات التواصل، وتحولت إلى صفعة للضمير الجمعي.
لكنها، كما تفعل المواجع الكبرى، فجّرت عواطف غزيرة من روّاد المنصات.
فلا أحد صدّق أن أماً يمكن أن تُترك وحيدة أربعين عاماً... دون زيارة!

إحدى النساء كتبت بوجع:
"أنا مستعدة أزورها وأصيرلها بنتها… أعطوني عنوانها بالله عليكم!"
بينما علّق شاب آخر:
"لكو لو أمي عايشة، لأقبل كندرتها كل يوم، وأبوس الأرض اللي مشيت عليها".

وكتبت أخرى:
"لما تمرض، كانت تسهر عليكم بلا نوم… واليوم بتستحوا تزوروها؟"

وتمتمت امرأة فقدت والدتها باكرًا:
"يا ريت أمي عايشة… والله ما أفارق حضنها لحظة. موتها غصّة، وغيابكم عنها عار".

وتساءل البعض بصوتٍ غاضب:
"هل تنتظرون أن تدعو عليكم؟ تقول يا رب خذ حقي من أولادي؟ كيف ستكون دعوة أم منكسرة؟"

كل التعليقات اتفقت على فكرة واحدة:
أن من لا يزرع البرّ في شبابه، سيحصد الجفاء في كِبره. وأن دار العجزة ليست المصيبة... المصيبة في القلب الذي يجف.

فهل أصبحنا نضع أمهاتنا في ركنٍ مظلم، ثم ندّعي أن الحياة أخذتنا؟
هل ننسى فجأة كيف كانت تتخلى عن نومها لأجلنا؟ عن صحتها؟ عن عمرها؟
وهل صارت زيارة الأم ترفًا اجتماعيًا؟ وصار الحنين لها منشورًا فقط؟

هذه السيدة ليست وحدها، فهناك كثيرات مثلها.
لكن السؤال الآن:
من الذي يحتاج دار رعاية حقًا؟ الأم التي تنتظر؟ أم الابن الذي نسي؟