أخبار اليوم - دمشق - صفوت الحنيني - قال المحلل السياسي السوري مهيب صالحة، في حديثه لـ"أخبار اليوم"، إن العلاقات الأردنية السورية شهدت مدًا وجزرًا منذ صعود حزب البعث إلى السلطة في دمشق عام 1963، تراوحت بين القطيعة والتنسيق العالي، الذي وصل في بعض الفترات إلى توحيد المناهج التعليمية بين البلدين.
وأوضح صالحة أنه خلال فترة الحرب في سوريا، حافظت المملكة الأردنية الهاشمية على علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الرئيس السابق بشار الأسد، إلى جانب استمرار التنسيق الأمني على الحدود المشتركة.
ومع سقوط النظام السابق وصعود إدارة سورية جديدة برئاسة السيد أحمد الشرع، بدأت مرحلة جديدة من العلاقات بين عمّان ودمشق، تجسدت بزيارة الرئيس السوري إلى الأردن، وتشكيل مجلس تنسيق أعلى بين البلدين يعنى بالملفات الاقتصادية والتجارية والأمنية والخدمية.
وأشار إلى أن تنفيذ بروتوكولات التعاون بين الطرفين سيؤدي إلى مستوى غير مسبوق من التنسيق الثنائي، مؤكدًا أن جلالة الملك عبدالله الثاني كان حجر الأساس في هذه الانطلاقة الجديدة، من خلال دعمه غير المحدود للإدارة السورية الجديدة.
وفي المقابل، لعبت سوريا دورًا محوريًا في مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود، وهو ما قدّرته القيادة الأردنية وشجعها على بناء علاقات قوية ومستقرة مع دمشق.
وأضاف صالحة: "الأردن وسوريا دولتان عربيتان جارتان، تجمعهما الجغرافيا، والتاريخ، والروابط الاجتماعية، مما يوفر فرصًا واسعة للتعاون المشترك"، لافتًا إلى أن الأردن يمكن أن يكون لاعبًا رئيسيًا في إعادة إعمار سوريا، وفي ربط دول المنطقة بتركيا، وأوروبا، ومجلس التعاون الخليجي.
وختم بالقول إن كلا البلدين يشكلان جسرًا جيوسياسيًا بين المشرق العربي وشمال إفريقيا، وإن التعاون بينهما لا يخدم فقط مصالحهما الثنائية، بل يُعد أساسًا لتبادل المصالح مع باقي دول المنطقة، بما يعزز أمنها واستقرارها وتقدمها.