أخبار اليوم - حذر الدكتور جمال الدباس من المخاطر الصحية الجسيمة المرتبطة برياضة كمال الأجسام ورفع الأثقال عند ممارستها بشكل مفرط، خاصة في ظل تنامي ثقافة “الجسم المثالي” على وسائل التواصل الاجتماعي، التي دفعت آلاف الشباب إلى اللهاث وراء عضلات بارزة دون وعي صحي أو إشراف طبي.

وأكد الدباس في تصريح صحفي، أن دراسة حديثة نُشرت قبل أيام في المجلة الأوروبية لأمراض القلب كشفت عن أرقام مقلقة، حيث تم تسجيل وفاة أكثر من 120 لاعب كمال أجسام محترف خلال 15 عاماً، 46 منهم توفوا نتيجة سكتات قلبية مفاجئة، غالبيتهم تحت سن 35 عامًا. وأظهرت الدراسة أن احتمالية الوفاة المفاجئة بين المحترفين تزيد بخمس مرات مقارنة بالرياضيين الهواة.

وأوضح الدباس أن الخطر لا يكمن فقط في التمارين الشاقة، بل في مزيج خطير من العوامل، أبرزها: استخدام المنشطات والـ”تستيرويدات” التي تساهم في نمو العضلات لكنها تُضعف عضلة القلب وتزيد من خطر اضطراب نبضاته. وأضاف أن الأنظمة الغذائية القاسية وتجفيف الجسم من السوائل قبل البطولات يؤديان إلى خلل في توازن الأملاح، وتضخم عضلة القلب بشكل مفرط، ما قد يؤدي إلى اختلال كهربائي في القلب وانقباضات قاتلة.

وأشار الدباس إلى أن الضغوط النفسية الهائلة، واضطرابات صورة الجسد، والرغبة في تحقيق الكمال الجسدي، قد تقود إلى الاكتئاب، مؤكدًا أن الخطر لم يعد يقتصر على المحترفين فقط، بل امتدت هذه الثقافة إلى رواد الصالات الرياضية، الذين يتبعون نماذج على مواقع التواصل دون وعي طبي أو إشراف متخصص.

ووجّه الدكتور الدباس رسالة إلى الشباب قائلاً: “كمال الأجسام رياضة مقبولة إذا مورست باعتدال وتحت إشراف طبي، لكنها قد تصبح قاتلة إذا تحولت إلى هوس. لا تقيس صحتك بحجم عضلاتك، فالقلب هو العضلة الأهم. لا تتناول المكملات دون داعٍ، وداوم على فحص القلب بشكل دوري. الحياة ليست مسابقة عضلات، فاحمِ قلبك قبل جسمك”.

وختم حديثه بدعوة الشباب إلى الوعي والاعتدال، وعدم الانجرار خلف صور ومقاطع تُظهر أجسامًا منحوتة، قد تخفي وراءها قصصًا مأساوية