أخبار اليوم - تشكل قرية دير الصمادية بشقيها الشمالي والجنوبي أحد أبرز المعالم التراثية في محافظة عجلون، حيث تنتشر البيوت الحجرية القديمة على جبلين متقابلين يفصل بينهما واد وتحكي حجارتها حكايات العراقة والانتماء والعيش البسيط.
وطالب عدد من المهتمين بالشأن السياحي والتنموي الجهات المعنية، بإعادة تأهيل هذه القرى وإعطائها الاهتمام اللازم لإبراز قيمتها الحضارية والتراثية.
وقال المواطن إبراهيم الصمادي، إن الدير يحمل تاريخا اجتماعيا وإنسانيا عميقا، مشيرا إلى أن سكان القريتين كانوا يتنقلون يوميا بين الجبلين رغم صعوبة التضاريس، ما يعكس تماسك المجتمع ودفء العلاقات العائلية، حيث عاش الأهالي حياة بسيطة اعتمدوا فيها على الزراعة وتربية الأغنام، فيما ما تزال البيوت الحجرية والطينية تحتفظ بروح الماضي وتروي تفاصيل الحياة اليومية.
من جهته، أشار أحد المالكين في دير الصمادية فايز الصمادي، إلى أن البيوت القديمة ما تزال قائمة رغم عوامل الزمن وتحتفظ بجمالها المعماري المتناسق مع طبيعة الجبال المحيطة، داعيا إلى ضرورة ترميمها وتأهيلها وفقا لأسس علمية تضمن الحفاظ على هويتها الأصلية وتحويلها إلى مشروع سياحي يرفد المجتمع المحلي اقتصاديا.
بدورها، أكدت المواطنة أحلام الصمادي، أن المباني التراثية والأثرية في عجلون ومنها دير الصمادية تعد جزءا مهما من تاريخ المنطقة العريق وتمثل ذاكرة حية تجسد معاناة الأجداد في تأمين حياة كريمة لعائلاتهم.
وشددت على أهمية إعادة تأهيل هذه المباني واستثمارها ضمن مشاريع تنموية وسياحية ضمن المخطط الشمولي، تمهيدا لإدراجها على قائمة التراث العالمي لما تحمله من قيمة حضارية وإنسانية.
من جانبه، أوضح رئيس مجلس محافظة عجلون عمر المومني، أن المخطط الشمولي للمنطقة يتضمن خططا واضحة لتطوير دير الصمادية تشمل تحسين البنية التحتية ودمجها ضمن المسارات السياحية لتعزيز جاذبيتها للمستثمرين والزوار.
وأضاف، إن المجلس خصص 160 ألف دينار لقطاع الآثار في عجلون لتنفيذ مشاريع ترميم وتطوير للمواقع التراثية وفق رؤية تنموية مستدامة تهدف إلى الاستفادة من الموروث الثقافي وتعزيز مكانة المحافظة على خارطة السياحة الوطنية.
من ناحيته، قال مدير سياحة عجلون فراس الخطاطبة، إن الدير من المناطق المدرجة ضمن أولويات مديرية السياحة لتعزيز مفهوم السياحة الريفية والتراثية، نظرا لما تحتويه من عناصر جذب طبيعية وتاريخية، مشيرا إلى أن هناك توجهات لدعم المجتمعات المحلية وتمكينها من خلال مشاريع ترميم وتأهيل البيوت التراثية في المنطقة.