أخبار اليوم - بعد المتابعة والاطلاع وفي ظل الأحداث المتسارعة بين إيران وإسرائيل تتجه أنظار العالم نحو منطقتنا وتُختبر الحكمة الشعبية في الشارع العربي وبالأخص الأردني، الذي لطالما كان سندًا للدولة ومصدرًا للحكمة لا الانفعال..
فنحن اليوم نعيش لحظة تاريخية دقيقة! تتطلب من الجميع وخاصة الشباب وقفة تأمل ومسؤولية وطنية خالصة والمطلوب ليس أن نصمت بل أن نُحسن كيف نتحدث وليس أن نتراجع بل أن نتقدم بفكر متزن ورؤية ناضجة تفرّق بين الحماسة التي تبني والاندفاع الذي يهدم…
لقد أثبت الأردنيون في العديد من المحطات أنهم حماة الوعي قبل أن يكونوا حملة الشعارات،، وأن ولاءهم لأرضهم هو صمام أمان الداخل مهما اشتدّت رياح الخارج..
وفي سياق الأوضاع الراهنة يتوجب دور الشباب العقلاني؛ لا سيما في التمييز بين العاطفة والانجرار:
الشباب هم الأكثر حماسة وغيرة على القضايا القومية والدينية الا أن دورهم الفعال في زمن الفوضى يكمن في أن يكونوا الأكثر تعقلاً ؛ لأن من يريد الفوضى يعرف كيف يضرب على أوتار العاطفة ويقود الجماهير نحو ما لا يُحمد عقباه!
أما منصات التواصل (سلاح ذو حدين)
فلا يُستهان بما تفعله تغريدة أو مقطع فيديو أو بث مباشر أو منشور….الخ،، فالكلمة غير المسؤولة قد تُستخدم في التأجيج أو التحريض أو لتشويه موقف دولة بأكملها،، والشباب مطالبون بأن يكونوا حُماةً للوعي،، لا وقودًا للفتنة!
المشهد الراهن يتطلب الوعي السياسي لا الانفعالي!
ولا يعني التعقل أننا بلا موقف،، بل أن نعرف متى نقف؟ وكيف نقف؟ وأين نقف؟
فالموقف الوطني لا يُبنى على ردّ فعل؛ بل على تحليل وفهم وقراءة مصالح الدولة وأمنها..
والجدير بالذكر حرصنا على نشر الطمأنينة لا الذعر!
ففي الوقت الذي يكثر فيه نشر الرسائل المفبركة وقت الأزمات والتي تهدف غالبا إلى زعزعة الاستقرار وبث الرعب بين المتلقين !! يحرص العقل الواعي على ألا يشارك إلا ما هو موثوق ولا يروّج إلا لما فيه خير الوطن واستقراره.
ختامًا التماسك الداخلي هو أهم ما نملكه كأردنيين ودور الشباب هو الحفاظ على هذا التماسك من خلال التوعية واحترام قرارات الدولة وتغليب لغة العقل على الحناجر المندفعة..
ففي وقت الأزمات، لا يُقاس حبّ الوطن بالشعارات، ولا بتعالي الاصوات؛ بل بالوعي الذي يصونه والانتماء الذي يحرسه والولاء الذي لا تنال منه العواصف ولا تزعزعه الأقاويل..
وكما قال جلالة الملك عبدالله الثاني:
“الأردن فوق الجميع ومصلحته وكرامة شعبه أولًا وأخيرًا".