أخباراليوم - قد تتفاخر إحدى الأمهات بقولها إن طفلها حساس أو شديد الحساسية، ولذلك فهي حذرة في التعامل معه لأنها كما تقول " دمعته قريبة"، وربما تشير الأم إلى الوراثة لتزيد من تفاخرها وهو أنها إنسانة حساسة ومن السهل أن تخدش مشاعرها، ويجب أن يكون أي شخص حريصاً وحذراً في التعامل معها وإلا فإنها سوف تهدر دموعها بلا حساب.
ما لا تعرفه الكثير من الأمهات أن الحساسية عند الطفل هي جزء من طبيعة شخصيته، وغالباً ما يرتبط الطفل الحساس بالذكاء، ولذلك يجب أن تتوقعي أن يكون لديك طفل حساس من بين أطفالك جميعاً، ولذلك أيضاً فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله، حيث أشار إلى الإجابة على سؤال تربوي مهم وهو، هل الطفل الحساس مشكلة في كل بيت وما هي طرق التعامل معه وأخطاء ترتكبينها خلال تعاملك معه في الآتي:
كيف تكتشفين الطفل الحساس في بيتك؟
لاحظي أن الطفل الحساس هو طفل طبيعي بدرجة كبيرة، وقد تكون حساسية الطفل جزءاً من طبيعة وتكوين شخصية الطفل ضمن حدود، ولكن هناك صفات وأعراض قد تظهر على الطفل وتعني أن الطفل قد أصبح حساساً لدرجة أنك بحاجة إلى اتخاذ خطوات ونصائح للتعامل معه، فحساسية الطفل جزء منها يأتي من طبيعة شخصيته، لكنّ جزءاً كبيراً منها يكون مكتسباً من طريقة تعاملك معه، حيث إن التدليل الزائد للطفل يحوله في نظرك إلى طفل حساس ولكنه في الحقيقة هو طفل ذكي ومستغل وسوف يستخدم ما تصفينه بالحساسية المرهفة لكي يحقق رغبته ولكي يستغلك ويبتزك في سبيل الحصول على ما يريد وبكل سهولة، وإلا فسوف تواجهين حساسية مفرطة من خلال تصرفات مزعجة سيقوم بها في كل مرة.
اعلمي أن من اهم صفات الطفل الحساس أنه يكون طفلاً سريع الغضب ولا يترك لك مجالاً للمناقشة أو وضع الخيارات وبالتالي فهو يبكي بكثرة، كما أنه من الطبيعي أن يبدو كثير الشكوى والتذمر ولن يستطيع أن يتأقلم مع الأطفال الآخرين، كما أنه سوف يسرع إليك لكي يشكو لك من تصرفات الأطفال معه رغم أنها طبيعية، والمشكلة الكبرى أنك سوف تنساقين إليه وترين أن الآخرين يخطئون في حقه ولا يراعون مشاعره، ويكون لزاماً عليك التعامل كيف تواجه غضب طفلك وتعلمه السيطرة على مشاعره؟ واكتشاف أسباب ذلك وهو الحساسية المفرطة إزاء المواقف.
اعلمي أن الطفل الحساس هو طفل ذكي، وفي نفس الوقت قد يكون الطفل الحساس يعاني من الاضطهاد وعدم القدرة على مواجهة المجتمع وفقدان التواصل، ولذلك يمكن أن نربط بين الطفل الانطوائي والمنعزل والخجول وبين الطفل الحساس، لأن الطفل الحساس يفسر كل كلمة وكل موقف على هواه وحسب مستوى تفكيره فتصبح لديه صعوبات في التأقلم.
معتقدات خاطئة عن الطفل الحساس
علمي أنه يجب عليك تغيير بعض المعتقدات لديك حول الطفل الحساس، ومن أهمها أن الطفل الحساس لن يتغير ومهما استخدمت من طرق وأساليب ونصائح للتعامل معه فسوف يبقى مشكلة في كل بيت حتى حين يكبر، وسوف ينعكس هذا الاعتقاد على طريقة التعامل معه وتربيته وكذلك على تكوين شخصيته في المستقبل.
ابتعدي تماماً عن الاعتقاد أن الأطفال على رقتهم وضعفهم ونعومتهم سوف يكونون جميعاً حساسين وأن الطفل الحساس هو لازمة متوافرة في كل بيت وعليك الاستسلام لذلك، لأن الطفل الحساس يحتاج إلى خلق نوعٍ من التوازن في التعامل معه ولكي تتخلصي من صفة الحساسية لديه فلا القسوة الزائدة في التعامل معه قد تفيد، ويجب عليك.. احذري القسوة على نفسية طفلك وإليك أساليب التربية الصحيحة ولا التدليل المبالغ فيه قد يفيد.
توقفي عن التعامل مع الطفل الحساس على أساس أن ظروف هذا الطفل تختلف عن ظروف الأطفال الآخرين، فالطبيعي أن تبعدي الطفل عن الظروف الحياتية والأسرية ولا تتركيها لكي تؤثر عليه، وبالتالي يجب ألا تعتقدي أن نشأة الطفل بلا أب أو نشأته في أسرة مفككة وبها مشاكل أسرية سوف تحول طفلك إلى طفل حساس كثير البكاء وسريع الغضب ويصعب التعامل معه وسوف يزيد من مشاكلك وأعبائك بهذه الطريقة.
اعلمي أنه وعلى الرغم من أن الطفل الحساس قد يرث الحساسية والإحساس المرهف وما يصاحب هذه الصفة من مشاكل وأعراض تجعل من الصعوبة التعامل معه، ولكن يجب عليك عدم الترديد على الدوام أن طفلك قد ورث الحساسية من الأب أو الأم، وربما من باب التفاخر قد تقول إحدى الأمهات إن أطفالها حساسون مثلها، ولكن الاستسلام لهذا المعتقد يعني أن تزيدي من المشاكل ولن تقومي بحلها والتعامل معها.
نصائح مهمة للتعامل مع الطفل الحساس
تعليم الأطفال الرسم
ساعدي طفلك في التعبير عن مشاعره، لأن الطفل الحساس هو طفل سريع البكاء وبالتالي فعدم ترك فرصة للطفل لكي يشرح لك الموقف الذي جعله يغضب ثم يبكي، أو يشعر بالحزن وينزوي ويتوقف عن مزاولة الأنشطة، يعني أن يبقى الطفل حساساً وغير قادر على التكيف والتأقلم، ولذلك فاسحبي طفلك من يده بلطف واطلبي منه أن يحكي لك عن مشاعره ولا تستخفي بها أو تستهيني مهما بدت لك طفولية أو ساذجة.
لا تتعجلي الحكم على طفلك بأنه طفل حساس لأنه سوف يتغير حين تبدئين بدمجه في المجتمع واكتشاف الحياة من خلال أن يقوم بأعمال يحبها ويشارك فيها، ويجب عليك أن تقومي بتشجيعه ومدحه من دون مبالغة ولا تسمحي له أن يكون مغروراً بأن تمتدحي جماله وصفاته الخارجية بل يجب أن تمتدحي أفعاله.
وجّهي طفلك للقيام بأعمال يحبها واكتشفي مهاراته ومواهبه، مثل الرسم والرياضة والتلوين والسباحة، ووجهيه لكي يستغلها ويطورها، وانتبهي دائماً لإيجابياته وتغاضي عن السلبيات ولا تتسرعي في الحكم على موقفة من أمر ما، فلا تقولي اصمتوا فسوف يبكي فلان الآن، بل عليك أن تقولي للجميع: لاحظوا طريقة حل فلان للمسألة الحسابية بسرعة ودقة وهكذا.
توقفي تماماً عن القيام بدور الارس الشخصي في حياة طفلك، ويجب أن تكتشفي أضرار الإفراط في رعاية الطفل ولا تقومي بأي عمل بدلاً منه، واعهدي إليه بالأعمال التي تكونين على ثقة بأنه يستطيع القيام بها، ولذلك فأنت تعززين من ثقته بنفسه وتدعمين شخصيته واستقلاليته وترفعين من مستوى احساسه بشخصيته وتقوين إحساسه بذاته وبأنه قادر على مواجهة أي موقف لوحده من دون تدخل منك.