أخبار اليوم - بغداد - صفوت الحنيني - قال المحلل السياسي العراقي د. عادل الشمري في حديث خاص لـ"أخبار اليوم" إن إعلان بعض الفصائل العراقية ولاءها الكامل لإيران في صراعها الحالي مع إسرائيل لم يكن أمراً مفاجئاً، مؤكداً أن تلك الفصائل تمثل الامتداد السياسي والعسكري لإيران داخل العراق والمنطقة، وتُعد من أبرز أدوات النفوذ الإيراني في الإقليم.
وأضاف الشمري أن ولاء هذه الفصائل لطهران يتقدم على حساب المصالح الوطنية العراقية، موضحاً أن موقفها يأتي انسجاماً مع الخطاب الرسمي الإيراني الذي يسعى لحشد محور المقاومة الإقليمي في أي مواجهة عسكرية قادمة، خصوصاً إذا ما توسع الصراع ليشمل الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل.
وأوضح الشمري أن الحكومة العراقية تجد نفسها في موقف شديد الحساسية والتعقيد، إذ لا تستطيع الوقوف في وجه هذه الفصائل أو ضبطها، بسبب امتلاكها نفوذاً وقوة ميدانية تتجاوز في بعض الأحيان مؤسسات الدولة الرسمية كالقوات المسلحة والشرطة. وفي ذات الوقت، تدرك الحكومة أن انخراط تلك الفصائل في صراع إقليمي قد يجرّ العراق إلى حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، ما قد يُعيد البلاد إلى دوامة الفوضى الأمنية والسياسية التي بدأت بالكاد في التعافي منها.
وأشار الشمري إلى أن محاولات الحكومة لإقناع الفصائل بالتحييد عن المواجهة لا تزال مستمرة، لا سيما في ظل التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، واحتمالات دخول واشنطن على خط الحرب، الأمر الذي يُخشى أن يكون محفزاً مباشراً لتحرك الفصائل المسلحة ضد الوجود الأمريكي في العراق والمنطقة.
وفي ما يتعلق باستباحة الأجواء العراقية من قبل الطيران الإسرائيلي، أكد الشمري أن العراق يعيش فراغاً أمنياً في مجاله الجوي منذ سنوات، وأنه لا يمتلك منظومات دفاع جوي متطورة قادرة على كشف أو صد أي اختراق. كما أن الهيمنة الأمريكية على الأجواء العراقية، والتي ما زالت مستمرة منذ عام 2003، تسمح لإسرائيل بالتحرك بحرية نسبية، في إطار تنسيق أمريكي-إسرائيلي مباشر.
وأضاف: "العراق اليوم يشكّل ممراً آمناً للطيران الإسرائيلي باتجاه الأراضي الإيرانية، بفضل موقعه الجغرافي الممتد مع حدود إيران، وسهولة اختراقه في ظل غياب أي ردع عسكري حقيقي"، مؤكداً أن هذا الانكشاف الأمني يجعل من العراق ساحة محتملة لأي مواجهة إقليمية مستقبلية.
وختم الشمري حديثه بالتحذير من أن أي تصعيد عسكري إضافي في المنطقة قد يؤدي إلى تدهور الأمن والاستقرار الهشّ في العراق، داعياً الحكومة إلى ممارسة أقصى درجات الحذر، والعمل على تحييد البلاد عن أي صراع دولي لا يخدم مصالحها العليا.