البرديسي لـ"أخبار اليوم": المواقف العربية أكثر نضجاً واتزاناً .. وتجنب الانجرار العسكري يعكس حرصاً على استقرار المنطقة

mainThumb
البرديسي لـ"أخبار اليوم": المواقف العربية أكثر نضجاً واتزاناً.. وتجنب الانجرار العسكري يعكس حرصاً على استقرار المنطقة

25-06-2025 06:58 PM

printIcon

أخبار اليوم - القاهرة - صفوت الحنيني - أكد خبير العلاقات الدولية والمحلل السياسي المصري طارق البرديسي في حديثه لـ"أخبار اليوم" أن مواقف الدول العربية تجاه الأزمات الدولية والإقليمية تشهد تحولاً نوعياً نحو المزيد من النضج والتعقل السياسي، مشيراً إلى أن هذا التوجه تجلّى في عدة ملفات بارزة، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والتصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، وما تبعه من استهداف لقاعدة العديد الجوية في قطر.

وأوضح البرديسي أن ابتعاد الدول العربية عن الانفعال السياسي وتجنبها التورط في الصراعات العسكرية، يعكس إدراكاً متزايداً لأهمية السلام كخيار استراتيجي طويل الأمد، واحترامها للمواثيق الدولية، وعلى رأسها ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على ضرورة حل النزاعات عبر الوسائل السلمية والدبلوماسية، وليس من خلال القوة.

وأضاف أن الموقف العربي الموحد في إدانة العدوان الإسرائيلي الأخير، دون الانجرار إلى مواجهات أو تصعيد غير محسوب، يدل على اتزان المواقف العربية وحرصها على الاستقرار الإقليمي، مشيراً إلى أن العالم أصبح بحاجة إلى أصوات حكيمة تعلي من شأن القانون الدولي وتدفع باتجاه الحلول السلمية.

وفي ما يتعلق بالتطورات الأخيرة في الخليج، وبالتحديد الاستهداف الذي تعرضت له قاعدة العديد الجوية في قطر، أوضح البرديسي أن الرد القطري اتسم بالحكمة والمسؤولية، حيث أكدت الدوحة حقها في الرد على أي انتهاك لسيادتها، لكنها في الوقت نفسه مارست دوراً محورياً في الوساطة والتهدئة، بعد أن طلب منها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب القيام بدور الوسيط بين طهران وواشنطن.

وأشار إلى أن هذا النموذج القطري يعكس قدرة بعض الدول العربية على الجمع بين الحزم في الدفاع عن السيادة، والمرونة في مد جسور الحوار والحلول السياسية، ما يجعلها طرفاً فاعلاً ومؤثراً في أي معادلات أمنية أو سياسية في المنطقة.

وفي ختام حديثه، شدد البرديسي على أن المواقف العربية أصبحت اليوم أقرب إلى النموذج الدولي المثالي في احترام السيادة الوطنية، وحسن الجوار، والتزام القانون الدولي، قائلاً: "الدول العربية باتت تدرك أن الاستقرار والتنمية لا يتحققان إلا عبر السلام والتفاهم وليس عبر السلاح والنزاعات المسلحة".